طنجة تستقبل العالم وشوارعها ما زالت تبحث عن التهيئة    وكالة الحوض المائي اللكوس تطلق حملة تحسيسية للتوعية بمخاطر السباحة في حقينات السدود    تنظيم استثنائي لعيد الأضحى بالمجازر.. هل يتجه الناظور لتطبيق النموذج المعتمد وطنياً؟    بعد وساطة من أمريكا.. باكستان والهند توافقان على "وقف إطلاق نار فوري"    "كان أقل من 20 سنة".. المنتخب المغربي يواجه سيراليون وعينه على مونديال قطر    نهضة بركان يستعد لنهائي الكونفدرالية وسط ترتيبات مكثفة بملعب بنيامين    طقس السبت .. زخات رعدية بالريف الاطلس المتوسط    مهرجان مغربي يضيء سماء طاراغونا بمناسبة مرور 15 سنة على تأسيس قنصلية المملكة    الموت يفجع الفنان المغربي رشيد الوالي    تقارير.. ليفربول وآرسنال يتنافسان على ضم رودريغو    اعتصام وإضراب عن الطعام للعصبة المغربية لحقوق الإنسان المقربة من حزب الاستقلال بسبب الوصل القانوني    ارتفاع حصيلة ضحايا التصعيد العسكري بين الهند وباكستان إلى 53 قتيلا    المدير العام لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية في مهمة ميدانية بالصحراء المغربية    الرياض تحتضن منتدى المدن العربية والأوروبية بمشاركة مغربية وازنة    الرئيس الموريتاني يستقبل رئيس مجلس النواب المغربي    حمد الله يكشف المستور.. رفضت التنازل لبنزيما وهددت بالرحيل    الفيفا يرفع عدد منتخبات كأس العالم للسيدات إلى 48 بدءاً من 2031    ثلاثة فرق تضمن مباشرة أو عن طريق مباريات السد الصعود إلى دوري الأضواء    بالقرعة وطوابير الانتظار.. الجزائريون يتسابقون للحصول على الخراف المستوردة في ظل أزمة اقتصادية خانقة بالبلاد (فيديوهات)    زيارة ناصر الزفزافي لوالده المريض تلهب مواقع التواصل.. ومناشدات واسعة للعفو    "لجنة طلبة الطب" تتوصل إلى تفاهمات جديدة مع التهراوي وميداوي    القضاء الأمريكي يجمد تسريح موظفين    بينالي البندقية.. جلالة الملك بوأ الثقافة والفنون المكانة التي تليق بهما في مغرب حديث (مهدي قطبي)    غزة تموت جوعا... كيلو الدقيق ب10 دولارات ولتر الوقود ب27    العراق يعيد 500 عسكري من باكستان    المغرب يدفع بصغار التجار نحو الرقمنة لتقليص الاقتصاد غير المهيكل    إمبراطور اليابان الفخري يغادر المشفى بعد فحوص ناجحة    النصيري يستعيد بوصلة التسجيل بتوقيع هدف في مرمى باشاك شهير    إيران وأمريكا تستأنفان المحادثات النووية يوم الأحد    زلزال بقوة 5,3 درجات يضرب العاصمة الباكستانية    فاجعة انهيار مبنى بفاس تعيد ملف السكن الآيل للسقوط إلى الواجهة وتكشف غياب المنتخبين    مرصد يساءل تعثر التربية الدامجة في منظومة التربية والتكوين بالمغرب    بينما تسامحت مع زيارة نتنياهو لأوروبا.. 20 دولة أوروبية تنشئ محكمة خاصة لمحاكمة بوتين    تطور دينامية سوق الشغل في المغرب .. المكتسبات لا تخفي التفاوتات    أسعار النفط ترتفع    سيدي بوزيد. استمرار إغلاق مسجد الحاج سليمان يثير استياء الساكنة    بوزنيقة تستقبل زوار الصيف بالأزبال.. ومطالب للداخلية بصفقة النظافة    "أسبوع القفطان" يكشف المستجدات    البعوض يسرح ويمرح في طنجة.. والجماعة تبحث عن بخّاخ مفقود!    افتتاح فعاليات المعرض الدولي السابع والعشرون للتكنولوجيا المتقدمة في بكين    أسود الأطلس... فخر المغرب الذي لم ينقرض بعد    النظام الجزائري يمنع أساتذة التاريخ من التصريح للإعلام الأجنبي دون إذن مسبق: الخوف من الماضي؟    رئيس موريتانيا يستقبل راشيد العلمي    إنذار صحي في الأندلس بسبب بوحمرون.. وحالات واردة من المغرب تثير القلق    ندوة وطنية تكريما لسعيد حجي: المثقف والوطني    "انبعاثات" تضيء ليالي مهرجان فاس    أسرة أم كلثوم تستنكر استخدام الذكاء الاصطناعي لتشويه صوت "كوكب الشرق"    نصف قرن في محبة الموسيقار عبد الوهاب الدكالي..    البطولة الاحترافية.. الجيش الملكي يتشبث بمركز الوصافة المؤهل إلى دوري أبطال إفريقيا    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقیب ‬عبد ‬الرحیم ‬الجامعي يكتب: قضاة ‬فرنسا ‬يرفضون ‬التواطؤ ‬مع ‬عنف ‬الأمنيين
نشر في لكم يوم 06 - 07 - 2023

أسقَطت ‬نقابة ‬القضَاة ‬بفرنساSyndicat de la magistrature ‬ في ‬بلاغ ‬لھا ‬یوم ‬الجُمعة ‬الماضي ‬اطروحة ‬تَجریم ‬الضحیة ‬الشاب ‬نَائل ‬الذي ‬توفي ‬بالرصاص ‬القاتل ‬للشرطة، ‬‮«‬ ‬و ‬اكدت ‬على ‬ان ‬الحدث ‬یجب ‬قراءتھ ‬القراءة ‬السیاسیة ‬الصحیحة ‬من ‬دون ‬مناورة ‬و ‬من ‬دون ‬أن ‬تُرمَي ‬الكرة ‬في ‬مرمى ‬القضاء — ‬الذي ‬یعرف ‬كیف ‬یؤدي ‬دوره ‬الطبیعي ‬ومعالجة ‬القضایا ‬على ‬المستوى ‬المھني ‬والذي ‬تحاول ‬عدة ‬أطراف ‬حكومیة ‬من ‬بینھا ‬رئیس ‬الدولة ‬وبعض ‬نقابات ‬الشرطة ‬استعمال ‬مقولة ‬‮ «‬‬اتركوا ‬القضاء ‬یؤدى ‬وظیفتھ ‬لإستغلال ‬القضاء ‬تھربا ‬من ‬مسؤولیة ‬قتل ‬شاب ‬بدعوى ‬رفضھ ‬الامتثال، ‬و ‬لتبریر ‬عنف ‬الشرطة ‬و ‬المیولات ‬العنصریة ‬للقوات ‬الامنیة، ‬مؤكدة ‬على ‬أن ‬المؤسسة ‬القضائیة ‬یجب ‬أن ‬تعرف ‬كیف ‬تحمي ‬نفسھا ‬واستقلالیتھا ‬وهي ‬تعالج ‬مسالة ‬عنف ‬الامنیین ‬دون ‬ان ‬تتاثر ‬بتجریم ‬الضحایا ‬كما ‬تفعل ‬بعض ‬وسائل ‬الإعلام.‬‮»‬
في ‬تقدیري ‬وجدت ‬نقابة ‬القضاء ‬نفسھا ‬ملزمة ‬للتعبیر ‬عن ‬رأیھا ‬و ‬الوقوف ‬عن ‬بُعد ‬وفي ‬حیاد ‬من ‬كل ‬الخطابات ‬السیاسیة ‬و ‬المغالطات ‬الاعلامیة ‬التي ‬قد ‬توحي ‬بأن ‬القضاء ‬ینتصر ‬للأمنیین ‬و ‬سیغسل ‬أیدیھم ‬من ‬جریمة ‬القتل ‬لیظلوا ‬القابضین ‬على ‬الشارع ‬وبیدهم ‬القدرة ‬لاستعمال ‬العنف ‬والقتل ‬مھما ‬كان ‬المبرر ‬لأنھم ‬اعتادوا ‬الإفلات ‬من ‬المساءلة ‬ومن ‬العقاب، ‬و ‬في ‬النھایة ‬سیخضع ‬القضاء ‬للخطاب ‬الحكومي ‬الذي ‬هو ‬اصلا ‬لا ‬یخص ‬القضاء ‬بأي ‬احترام.‬
لقد ‬أثبتت ‬التجارب ‬أن ‬الدرع ‬القضائي ‬یُستعمل ‬في ‬العدید ‬من ‬الدول ‬من ‬قبل ‬الأنظمة ‬والحكومات ‬لخدمة ‬اختیاراتھا ‬و ‬برامجھا ‬و ‬مصالحھا ‬حتى ‬وان ‬تَطلب ‬الامر ‬ضرب ‬المشروعیة ‬او ‬حقوق ‬الانسان ‬او ‬مصالح ‬المجتمع ‬العلیا، ‬كما ‬اثبت ‬التاریخ ‬ان ‬القضاء ‬الذي ‬تصدى ‬للأیادي ‬التي ‬حاولت ‬النیل ‬منه ‬ومن ‬وظيفته ‬ومن ‬صلاحیاته ‬هو ‬من ‬یساهم ‬بإیجابیة ‬في ‬بناء ‬علاقات ‬مجتمعیة ‬مستقرة ‬یسود ‬فیھا ‬القانون ‬وتُحمَى ‬فیھا ‬الحریات ‬و ‬تقف ‬فیھا ‬كل ‬سلطة ‬عند ‬حدود ‬اختصاصاتھا ‬وتعرف ‬ان ‬فوقھا ‬سلطة ‬القضاء، ‬وبالتالي ‬یسھم ‬هذا ‬الأخیر ‬في ‬فتحُ ‬كل ‬الآفاق ‬للاستقرار ‬والدیمقراطیة ‬و ‬لبناء ‬دولة ‬القانون، ‬وهذا ‬هو ‬روح ‬بیان ‬نقابة ‬القضاة ‬الفرنسیة.‬
قُتِل ‬نائل، ‬و ‬لن ‬تكون ‬المرة ‬الاخیرة ‬التي ‬تُطلق ‬فیھا ‬الرصاصات ‬من ‬اسلحة ‬الشرطة ‬لقتل ‬المواطنین ‬و ‬ذوي ‬الاصول ‬الاجنبیة ‬منھم ‬الأولین ‬، ‬فالعنصریة ‬كأیدیولوجیة ‬وثقافة ‬سیاسیة ‬، ‬وهي ‬الحلیفة ‬القویة ‬للصھیونیة ‬كما ‬لا ‬یخفى ‬على ‬احد، ‬أصبحت ‬مرجعا ‬أساسیا ‬داخل ‬الكیانات ‬بفرنسا ‬وأوروبا ‬عامة، ‬تَرَبت ‬بین ‬شعارات ‬أحزاب ‬الیمین ‬وترعرعت ‬في ‬الحملات ‬الانتخابیة ‬و ‬تعامل ‬معھا ‬طیف ‬سیاسي ‬واسع ‬بالنفاق ‬والكذب ‬و ‬بالمناورات ‬الانتخابیة، ‬واكبر ‬مَثَل ‬تعرفھ ‬فرنسا ‬الیوم ‬هو ‬ما ‬یحدث ‬داخل ‬مؤسساتھا ‬العلیا ‬ومنھا ‬مؤسسة ‬الجمعیة ‬الوطنیة ‬التي ‬أصبحت ‬منبرا ‬للیمین ‬یروج ‬منھ ‬خِیاناتِھ ‬لشعار: ‬الحریة ‬والمساواة ‬والأخوةL. ‬E. ‬F . ‬بل ‬یتھجم ‬فیھ ‬على ‬برلمانیین ‬أنفسھم ‬وهو ‬ما ‬یجعل ‬الصراع ‬مكشوفا ‬داخل ‬السلطة ‬التشریعیة ‬نفسھا ‬وربما ‬الأشد ‬من ‬الصراع ‬الذي ‬شهدته ‬الجمعیة ‬التأسیسیة ‬عقب ‬الثورة ‬الفرنسیة ‬قبل ‬أكثر ‬من ‬قرنین‮...‬.‬
فلَمّا ‬تَقتُلُ ‬شرطة ‬المرور ‬احد ‬المخالفین ‬لقانون ‬المرور ‬فماذا ‬یسمى ‬هذا ‬الجرم ‬الأمني؟ ‬هل ‬هو ‬عقاب ‬ام ‬انتقام؟ ‬هل ‬هو ‬تطبیق ‬القانون ‬أم ‬استھزاء ‬بالقانون؟ ‬هل ‬هو ‬شطط ‬المسؤول ‬عن ‬نفاذ ‬القانون ‬أم ‬هو ‬حق ‬تصفیة ‬الأجنبي ‬المسموح ‬بھ ‬لرجل ‬القانون ‬؟ ‬إن ‬ما ‬جرى ‬یسمى ‬بكل ‬البساطة ‬انحراف ‬فرنسا ‬قلعة ‬حقوق ‬الإنسان ‬عن ‬جذورها ‬ومسخ ‬جزء ‬من ‬تاریخھا ‬التحرري ‬ضد ‬الاضطھاد ‬والتسلط ‬الذي ‬شیده ‬ثوار ‬كمونة ‬باریس ‬و ‬الباستیل‮...‬.‬
لقد ‬اكتسبت ‬قوات ‬الأمن ‬بفرنسا ‬و ‬تمرست ‬على ‬ارتكاب ‬مغامرات ‬مماثلة ‬منذ ‬سنوات، ‬وها ‬هي ‬الیوم ‬تھاجم ‬الحكومة ‬و ‬تعتبر ‬نفسھا ‬الیوم ‬وحسب ‬بلاغ ‬احدى ‬روابط ‬الشرطةALLIANCE ‬ ‬نفسھا ‬في ‬حالة ‬حرب، ‬أي ‬أنھا ‬تدعو ‬لاعلان ‬حالة ‬الاستثناء ‬والتقلیص ‬من ‬الحریات..
إن ‬السیاسیین ‬حائرون ‬من ‬امرهم ‬ویتساءلون ‬على ‬أي ‬قدم ‬سیرقصون ‬، ‬یلجأون ‬للصمت ‬و ‬یتظاهرون ‬بالبكاء ‬بدون ‬دمع ‬، ‬و‬یعرفون ‬ما ‬هي ‬التبریرات ‬والأسباب ‬التي ‬كانت ‬وراء ‬الاحتجاجات ‬لكنھم ‬یتعمدون ‬تجاهلھا، ‬لكن ‬الشارع ‬یفضحھم ‬و‬المواجھات ‬تفضحھم، ‬و ‬موسیقى ‬الراب ‬التي ‬تستحضر ‬معاناة ‬‮«‬سكان ‬الأحیاء ‬الساخنة ‬‮«‬كما ‬یقولون ‬تُجِیبھم، ‬و ‬حملات ‬التضامن ‬مع ‬الضحایا ‬ومسیرات ‬الأمھات ‬والأطفال ‬والمنظمات ‬الحقوقیة ‬تفضحھم، ‬و ‬في ‬النھایة ‬تظل ‬العنصریة ‬والتمییز ‬ضد ‬الأجنبي ‬والذي ‬یظل ‬اجنبي ‬في ‬عیون ‬العنصریین ‬و ‬المعادین ‬للآخر ‬بلغتھ ‬ولون ‬جلده ‬ولون ‬شعره ‬ودم ‬امھ ‬او ‬ابیھ ‬وحتى ‬اسمھ ‬الشخصي ‬والعائلي ‬، ‬هي ‬عقدة ‬یرفعھا ‬كل ‬من ‬یرید ‬الحصول ‬على ‬مقعد ‬بالإلیزي ‬او ‬بالجمعیة ‬الوطنیة ‬أو ‬مقعد ‬بمجلس ‬المدینة ‬او ‬غیرهما ‬من ‬الامتیازات، ‬كما ‬رفعھا ‬قبل ‬أیام ‬قلیلة. ‬‮«‬ ‬قرد ‬الانتخابات ‬إیریك ‬زمور ‬‮«‬ ‬الذي ‬شمر ‬عن ‬انیابھ ‬وقدم ‬مشروعه ‬الانتخابي ‬منذ ‬الآن ‬للفرنسیین ‬وَ ‬عَدهم ‬بتطھیر ‬فرنسا ‬من ‬الوجود ‬والدماء ‬الفاسدة ‬الاجنبیة ‬وعائلاتھم ‬و ‬سجنائھم ‬وأراد ‬أن ‬یقلد ‬اسیاده ‬النازیین ‬لَعَلھ ‬یبلغ ‬سِدرةَ ‬المنتھَى.‬
سِجِِل ‬فرنسا ‬في ‬مجال ‬حقوق ‬الإنسان ‬مصبوغ ‬بلون ‬الرماد ‬، ‬یقلق ‬مجلس ‬حقوق ‬الإنسان ‬تقریبا ‬منذ ‬الحرب ‬على ‬العراق، ‬وفي ‬كل ‬دورة ‬من ‬دورات ‬الاستعراض ‬الدوري ‬الشامل ‬وآخرها ‬كانت ‬في ‬ماي ‬من ‬هذه ‬السنة، ‬تتعرض ‬فرنسا ‬لانتقادات ‬بسبب ‬الانتھاكات ‬العنصریة ‬ضد ‬المھاجرین ‬والمحجبات ‬والمسلمین ‬و ‬النازحین ‬وغیرهم‮...‬.‬
ولما ‬تصاب ‬فرنسا – ‬دولة ‬الإعلان ‬العالمي ‬لحقوق ‬الإنسان ‬بقصر ‬تروكادیرو/ ‬شایو ‬بباریس، ‬و ‬دولة ‬الثورة ‬الفرنسیة ‬وإعلان ‬میثاق ‬حقوق ‬الإنسان ‬والمواطن، ‬ودولة ‬حمایة ‬اللاجئین ‬السیاسیین ‬والمعارضین ‬لعشرات ‬العقود – ‬لما ‬تصاب ‬بمرض ‬حكامھا ‬وغالبیة ‬طبقتھا ‬السیاسیة ‬فإن ‬الخیال ‬نفسھ ‬یحار ‬ولا ‬یقوى ‬على ‬الصبر ‬والفھم ‬ذهولا ‬من ‬انكسار ‬قدرة ‬الطبقة ‬السیاسیة ‬الفرنسیة ‬على ‬الإمساك ‬بالقیم ‬الثقافیة ‬والفكریة ‬التي ‬أبدعھا ‬فلاسفة ‬وعلماء ‬وأدباء ‬عھد ‬الأنوار ‬وعھد ‬دساتیر ‬الجمھوریات ‬الخمسة‮...‬
ویذكرني ‬قتل ‬الشاب ‬نائل ‬برصاص ‬بارد ‬لرجل ‬امني ‬شاب ‬و ‬معجب ‬بلباسه ‬وبحمایة ‬وزیره ‬في ‬الداخلیة ‬جیرار ‬دارمانان ‬، ‬بقضیة ‬الشاب ‬المغربي ‬عمر ‬الرداد، ‬من ‬حیث ‬أسلوب ‬الاحتقار ‬و ‬مستوى ‬التعامل ‬مع ‬الأجنبي ‬في ‬دولة ‬عرفت ‬في ‬التاریخ ‬بأنھا ‬مَلاذ ‬الإنسان ‬ومأواه ‬و ‬سماء ‬حقوقه ‬رغم ‬لونه ‬و ‬جنسيته، ‬وذلك ‬قبل ‬أن ‬یُقبر ‬هذه ‬القیم ‬أو ‬جُلھا، ‬الیمین ‬الفاسد ‬الحقود ‬و ‬المتنطع ‬بقیادة ‬زمور ‬ومارین ‬لوبین ‬و ‬اتباعھما، ‬فالمغربي ‬المھاجر ‬الریفي ‬البستاني ‬عمر ‬الرداد ‬‮«‬ ‬استُقبِل ‬إعلامیا ‬وقضائیا ‬بقرینة ‬الادانة‮»‬ ‬ولیس ‬بقرینة ‬البراءة ‬لما ‬انحرف ‬الأمنیون ‬و ‬القضائیون ‬عن ‬التحقیق ‬النزیھ ‬والبحث ‬العمیق ‬فقدموا ‬الدلیل ‬انھم ‬من ‬مُشجعي ‬المحاكمة ‬غیر ‬العادلة ‬مستعملین ‬الجملة ‬الشھیرة ‬‮«‬ ‬عمر ‬قتلني.‬OMAR M'A TUER ‬‮«‬ ‬لیصنعوا ‬قرارا ‬جنائیا ‬لا ‬یصِ ‬ح ‬لأي ‬أحد ‬الافتخار ‬بھ ‬، ‬وعلى ‬شاكلة ‬قصة ‬عمر ‬الرداد ‬أستقبل ‬ملف ‬القتیل ‬وائل ‬منذ ‬سقوطھ ‬بشعارات ‬أمنیة ‬وسیاسیة ‬تدینھ ‬وتُجَرمھ ‬مسبقا ‬وتتھمھ ‬بأنھ ‬مذنب ‬فر ‬ولم ‬یمتثل ‬للشرطة، ‬وتبرئ ‬الشرطي ‬في ‬نفس ‬الوقت ‬وتمنحھ ‬ظروف ‬الإعفاء ‬من ‬ایة ‬مسؤولیة، ‬ودون ‬أي ‬تَنَاسُب ‬بین ‬مخافة ‬الضحیة ‬لقانون ‬السیر ‬وبین ‬جریمة ‬الشرطي ‬من ‬مستوى ‬الجنایة ‬حتى ‬بعد ‬متابعة ‬الشرطي ‬بعَجَل ‬بالطبع ‬لا ‬بد ‬من ‬مقاومة ‬العنصریة ‬والحقد ‬الذي ‬یطال ‬الأجانب ‬بأوروبا ‬وبفرنسا ‬والذي ‬یصیب ‬دول ‬غیرها ‬، ‬بكل ‬أشكال ‬المقاومة،ولكن ‬لیس ‬الحل ‬في ‬وضع ‬المتارس ‬وسط ‬الشوارع، ‬وصب ‬البنزین ‬على ‬السیارات، ‬وتكسیر ‬واجھات ‬المحلات، ‬و ‬رشق ‬الامنیین ‬بالكوكتیل ‬مولوتوف‮...‬..‬فكلھا ‬لم ‬تَعد ‬مناسبة ‬لظروف ‬العصر ‬أو ‬شرطا ‬للخلاص ‬من ‬السیاسات ‬العمومیة ‬الفاسدة ‬غیر ‬الأخلاقیة ‬وغیر ‬الإنسانیة ‬، ‬إن ‬الحل ‬ینطلق ‬من ‬الاعتراف ‬الجماعي ‬بأن ‬قبر ‬العنصریة ‬لابد ‬أن ‬یُحفر ‬و ‬لا ‬بد ‬من ‬دفن ‬التمییز ‬والتھمیش ‬ولا ‬بد ‬من ‬تنقیة ‬المجالات ‬العامة ‬والسیاسیة ‬والثقافیة، ‬في ‬الشارع ‬والمصنع ‬والمتجر ‬والمدرسة ‬والجامعة ‬والحي ‬والعمارة‮......‬. ‬من ‬وباء ‬وعار ‬الكراهیة ‬ولابد ‬من ‬اعادة ‬النظر ‬في ‬تعریفھا ‬كخطر ‬دائم ‬ولابد ‬من ‬تجریم ‬ممارستھا ‬باعتبارها ‬جریمة ‬ضد ‬الإنسانیة ‬لا ‬تسقط ‬بالتقادم.‬
نعم، ‬یجب ‬محاسبة ‬الدول ‬والحكومات ‬سیاسیا ‬وأمام ‬الرأي ‬العام ‬الدولي ‬عن ‬الممارسات ‬والانتھاكات ‬لحقوق ‬الإنسان ‬فھذا ‬لیس ‬مساسا ‬بالسیادة ‬أو ‬باستقلال ‬الدول ‬كما ‬یزعم ‬بعض ‬السیاسویین ‬و ‬المغالطین ‬لیبرروا ‬استمرار ‬الاستبداد ‬و ‬الشطط ‬والفساد ‬فالمُسَأءلة ‬السیاسیة ‬والقضائیة ‬هي ‬التي ‬تحمي ‬الإنسان ‬و ‬تمنع ‬من ‬تكرار ‬الاعتداء ‬علیھ، ‬ویحب ‬أن ‬تكون ‬معاییر ‬المساءلة ‬موحدة ‬ومتساویة ‬لا ‬یفلت ‬أي ‬طرف ‬منھا، ‬أكان ‬شمال ‬أو ‬جنوب ‬الأبیض ‬المتوسط ‬، ‬هذا ‬هو ‬ما ‬یمكن ‬أن ‬ینقذ ‬الانسانیة ‬ویھزم ‬التوحش ‬وهیمنة ‬الكبار.‬
الرباط 2023.‬7.‬01


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.