يُعدّ شاطئ أكلو، الواقع على بعد حوالي 14 كيلومترًا من مدينة تيزنيت جنوبا، يعتبر واحدًا من أجمل الشواطئ وأكثرها سحرًا في المنطقة، إذ يمتاز هذا الشاطئ بجماله الطبيعي الفريد والهادئ، مما يجعله وجهة مثالية صيفا للراغبين في الهروب من صخب الحياة اليومية والتمتع بالهدوء والاسترخاء. ووفق المعطيات الميدانية التي حصل عليها موقع "لكم"، يمتد شاطئ أكلو على طول الساحل الأطلسي، حيث يتلاقى جمال البحر الزمردي مع الرمال الذهبية النظيفة، وهو ما جعل الطبيعة البكر المحيطة بالشاطئ تزينه بأشجار الأركان والنباتات الصحراوية التي تضفي عليه طابعًا بريًا ومميزًا، تزيدها بهاء مناظر غروب الشمس حيث تأسر الألباب، وتتلون السماء بألوان رائعة تعكس على مياه المحيط في مشهد ساحر.
في كلّ صيف، يتوافد السياح، المغاربة والأجانب، إلى شاطئ أكلو ليس فقط للاستمتاع بالشمس والبحر، ولكن أيضًا لممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والرياضية، ومنها على وجه الخصوص رياضة ركوب الأمواج التي تعد من أكثر الأنشطة شعبية بفضل الأمواج المثالية التي يوفرها الشاطئ. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالصيد البحري في موقع "أفتاس البحري" على يمين الشاطئ، والغوص لاستكشاف الحياة البحرية الغنية في المنطقة. ووفق المعطيات التي استقاها موقع "لكم" من سعيد رحم، وهو أحد أبناء المنطقة، فإن شاطئ أكلو ملاذ عشاق الطبيعة والمشي لمسافات طويلة من موقع "الشّيخ" يمينا إلى "أزروزكاغن" يسارا، حيث توفر المسارات المحيطة بالشاطئ توفر مناظر بانورامية خلابة وتتيح للزوار فرصة استكشاف المناطق الجبلية والتلال المجاورة. كما يمكن لمحبي الطيور مراقبة مجموعة متنوعة من الطيور المهاجرة التي تتوقف في المنطقة خلال رحلاتها السنوية. وممّا ساهم في كون الموقع الشاطئي "أكلو" سار ذي جاذبية أكبر ، تطور بنيته التحتية، حيث توجد العديد من الفنادق والنزل السياحية التي تلبي احتياجات الزوار، إلى جانب المطاعم المحلية التي تقدم أشهى الأطباق المغربية التقليدية، خاصة تلك التي تعتمد على الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة. ومن الناحية الثقافية، يشرح المتحدث، يمثل شاطئ أكلو نقطة التقاء بين البحر والجبل، ممّا يعكس تنوع المنطقة وتاريخها الغني، حيث القرية المجاورة للشاطئ (الزّاوية) تحتفظ بالكثير من تقاليدها وعاداتها القديمة، وبقربها أحد أكبر زواي المغرب العلمية العتيقة "سيدي وكاك"، مما يتيح للزوار فرصة التعرف على الثقافة المحلية بشكل أكثر قربًا. ويرى محمد أسدايس، وهو فاعل سياحي بالمنطقة، أن شاطئ أكلو جنة مخفية على ساحل الأطلسي، يقدم لروادها وعشاقه وزائريه تجربة سياحية فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي والأنشطة الترفيهية والثقافة المحلية، فهو مكان يستحق الزيارة لمن يبحث عن الهدوء والاسترخاء وسط طبيعة ساحرة صيف كل عام. كما تتميز منطقة شاطئ أكلو وما حولها بعدد من الفضاءات السياحية التي تلبي احتياجات الزوار من مختلف الفئات، وهو ما جعله هذا العام يحظى باستقطاب أحد أكبر مهرجانات سوس ماسة "المهرجان الدولي للفنون الشعبية" في دورته الثالثة المبرمجة شهر غشت 2024، الذي ترعاه الجمعية المغربية للدراسات الثقافية والفنون الشعبية، وفق إفادة أحمد بوفكوس، أحد منظمي المهرجان. وإلى جانب يتيح "شاطئ أكلو" خدمات إقامة سياحية صيفية بأسعار تتراوح ما بين 400 و600 درهم مغربي لليلة الواحدة، حسب نوع الغرفة، إلى جانب المطاعم والمقاهي بأطباق بحرية طازجة ونظيرتها المغربية التقليدية بأسعار تتراوح بين 60 و150 درهما للوجبة الواحدة، في مواقع مباشرة على الشاطئ، وفي أجواء مريحة مع إطلالة بانورامية على البحر. أما الأنشطة الترفيهية، فتزاوج بين ركوب الأمواج، بأسعار تتراوح بين 100 و200 درهم مغربي لساعة واحدة من التدريب أو استئجار المعدات، وبين التنزه والمشي، حيث وجد العديد من المسارات الطبيعية حول الشاطئ والجبل المجاور، وهي مجانية ومتاحة للجميع. أما الصيد البحري فأسعاره تبدأ من 150 درهما لنصف يوم، تشمل استئجار المعدات والإرشاد. وعلى بعد نحو ستين مترًا من مياه الشاطئ، يمتد مخيم "ّجنة أكلو" الذي يقدم خدماته للسياح المغاربة والأجانب، بأسعار تتراوح بين 60 و90 درهما لليلة الواحدة، خاصة لمن يرغبون الإقامة بخيامهم أو عرباتهم (مقطوراتهم) سواء أكانوا فرادى أو مجموعات بالموقع الذي يوفر إلى جانب الماء والكهرباء خدمات المسبح لكل زاهد في مياه البحر، الباحث عن الاستمتاع بجو أكلو الدافئ صيفا طيلة النهار، البارد ليلا في سهرات حتى الساعات الأولى من الصباح، وسط أجواء سمتها الأمن والأمان والاستقرار.