حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" المغرب وبلدان شمال غرب إفريقيا من أن تحركات الجراد الصحراوي تثير القلق وسط موسم التكاثر الربيعي، ودعت إلى تعزيز المراقبة وبدء تدابير المكافحة المبكرة. وأوصت "الفاو" في بيان أصدرته أمس الثلاثاء، بإجراء مسوحات أرضية مكثفة في المناطق الرئيسية التي يُحتمل تكاثر الجراد فيها، والتي تمتد من جنوب جبال الأطلس في المغرب إلى الصحراء الكبرى في الجزائر، وصولًا إلى جنوبتونس وغرب ليبيا.
وقالت المنظمة الأممية إن هذه المناطق شهدت هطول أمطار كافية لدعم نمو النباتات، مما هيأ ظروفًا مواتية لنمو الجراد، وتكاثره. وقال سيريل بيو، مسؤول رصد الجراد والتنبؤ به ب"الفاو" "تُعدّ عمليات المسح والمكافحة ملحّةً للغاية في المناطق التي هيأت فيها أمطار الشتاء وأوائل الربيع ظروفًا مناسبة لتكاثر الجراد". وأضاف "أشارت توقعات المنظمة منذ يناير إلى أن الفقس وتكوين مجموعات الجراد سيبدءان هذا الشهر في المناطق المتضررة. وإذا لم تُعالج هذه المجموعات، فقد تتطور إلى أسراب صغيرة بين مايو ويونيو، مما يزيد من خطر تكاثر الجراد على المحاصيل والمراعي". وحذرت "الفاو" من أن الجراد الصحراوي لايزال من أكثر الآفات المهاجرة تدميرًا في العالم؛ إذ يمكن لسرب واحد أن يغطي مساحة تتراوح بين كيلومتر مربع واحد وعدة مئات من الكيلومترات المربعة. كما يمكن لسرب واحد أن يضم ما يصل إلى 80 مليون حشرة بالغة، مع قدرة على استهلاك نفس كمية الغذاء التي يستهلكها 35 ألف شخص في اليوم الواحد. ويُعدّ الكشف المبكر والاستجابة السريعة أمرًا بالغ الأهمية لمنع تفاقم الأزمة. وكانت وزارة الداخلية قد أكدت قبل شهر أنه تم رصد أسراب لهذا الجراد، على نطاق محصور وضمن أعداد محدودة، ببعض المناطق جنوب-شرق المغرب، مما استدعى اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية للتصدي لكافة الاحتمالات والتطورات الواردة. وأكدت وزارة الداخلية، أن كافة القطاعات المعنية والمصالح المختصة عملت، في إطار تتبع التطورات المرتبطة بانتشار الجراد ببعض البلدان المجاورة، خصوصا بمنطقة الساحل الإفريقي وشمال غرب إفريقيا، مع ما يرافق ذلك من احتمالات واردة بتحرك بعض الأسراب شمالا، على الرفع من درجات اليقظة والتعبئة والتأهب لمواجهة كل التحديات المتعلقة بانتشار هذا النوع من الحشرات. وقالت الوزارة في حينه إن الأوضاع تحت السيطرة ولا تثير القلق "في الوقت الراهن"، فقد تم ضمن سلسلة التدابير الاستباقية والإجراءات التفاعلية إعادة تفعيل مراكز القيادة بمجموع الأقاليم المعنية بهدف متابعة تطور الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك تعبئة كافة الموارد، ووضع جميع الوسائل في حالة تأهب للتدخل عند الضرورة، وتشكيل فرق للتدخل مكلفة بعمليات الاستطلاع والرصد ومكافحة الجراد مجهزة بالآليات والمعدات والمبيدات، مع تسخير كل الوسائل اللوجستيكية بما فيها الجوية.