منذ صباح السبت، كثف الجيش الإسرائيلي من عمليات قصفه لمناطق واسعة من قطاع غزة، في إطار ما أسماه "عملية عربات جدعون" التي تهدف للسيطرة على مناطق من القطاع. وأصدر الجيش الإسرائيلي من انطلاق عمليته تحذيرا لسكان مناطق شمال القطاع بالتحرك جنوبا، في ظل قصف عنيف شمل بيت لاهيا ومخيم جباليا، وتحرك للدبابات والعربات المدرعة باتجاه خان يونس.
في منشور على منصة إكس، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت بدء عمليته البرية الموسعة في قطاع غزة، التي أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، تزامنا مع إصداره أوامر لمن تبقى من السكان في مناطق واسعة شمال القطاع بالتوجه جنوبا. وأوردت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات ال24 الماضية 153 قتيلا و 459 مصابا، في ظل تسجيل ارتفاع كبير بأعداد الضحايا الفلسطينيين منذ يوم الخميس الماضي. في الإطار، أفاد شهود من القطاع بأن الجيش الإسرائيلي ألقى منشورات على مناطق في قطاع غزة، اقتبس فيها آية قرآنية من سورة الشعراء، وهي "فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم"، في إشارة إلى هلاك فرعون وجنوده. وختم المنشور بالقول "يا سكان غزة، الجيش الإسرائيلي قادم". وتهدف عملية "عربات جدعون" إلى احتلال كامل غزة، وفق ما أفادت به هيئة البث العبرية الرسمية مطلع الشهر الجاري، وأضافت أنها من المرجح أن تستمر لعدة أشهر، تتضمن "الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع حيث سيبقى الجيش في أي منطقة يحتلها". من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن عملية "عربات جدعون" مقسمة لثلاث مراحل، الأولى منها بدأت فعليا مع اتخاذ قرار خلال توسيع الحرب. أما المرحلة الثانية فتشمل عمليات قصف جوي وبري مكثفة، ونقل للسكان من شمال القطاع إلى جنوبه، فيما ستقوم المرحلة الثالثة من العملية على اجتياح بري تدريجي لأجزاء واسعة من القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي "يعتزم السيطرة التدريجية على قطاع غزة، وتستمر لعدة أشهر، بهدف القضاء على حماس، والعمل على هدم الأنفاق بشكل كامل". ومنذ الثاني من مارس الماضي، تمنع إسرائيل منعاً باتاً دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى إصدار وكالات تابعة للأمم المتحدة تحذيرات من نفاد مخزونات الغذاء ومياه الشرب والوقود والأدوية.