يواصل نشطاء حقوقيون وعائلة الطفل محمد، راعي الأغنام الذي وجد مشنوقا في منطقة أغبالو بإقليم ميدلت، احتجاجاتهم للمطالبة بالكشف عن الحقيقة، وإعادة تشريح الجثة إن اقتضى الأمر، مؤكدين أن الحالة التي وجدت عليها جثة الطفل لا توحي بالانتحار. ونظمت فروع تابعة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية بأغبالوا، شاركت فيها ساكنة المنطقة، حيث تمت المطالبة بإحقاق الحقيقة فيما يزعم أنه انتحار، إلى جانب المطالبة ببحث وتحقيق مستقل ونزيه وغير منحاز وجاد للكشف عن الحقيقة في "الجريمة البشعة".
إسماعيل بنحساين رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة، قال إن صورة الطفل محمد تؤكد أن الفرضية الحقيقية هي القتل، لكن لم يتم التعامل مع القضية بالجدية اللازمة فمحمد ابن الهامش والرعاة والمهمشين، الذين يعتبرون مجرد أرقام انتخابية، وأكد أن الجمعية لن تسكت عن دمه المهدور. وبدوره قال الناشط الحقوقي كبير قاشا في الوقفة إن الطفل محمد البالغ من العمر 15 سنة، وجد مشنوقا وركبتاه على الأرض، ولا يمكن إقناع أي شخص بأن هذه عملية انتحار، بل إن ما يجري هو نحر للحقيقة، وسط تكتم شديد في الملف. وأكد قاشا أن الشرطة العلمية بدأت تجري تحقيقاتها، وقابلت أشخاصا من عائلة محمد، وآخرين تشير إليهم أصابع الاتهام، داعيا إلى تسريع الإجراءات وكشف الحقيقة، مع انتقاده ل"التواطؤ" الذي يعرفه الملف. ونظمت عائلة الطفل يوم الأربعاء الماضي وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة النيابة العامة بالرباط، بمعية نشطاء حقوقيين، حيث جرى استقبال أفراد من الأسرة وتقديم وعد لهم بأن تأخذ الأبحاث مجراها ويتم كشف الحقيقة. في حين راسل المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان رئاسة النيابة العامة مطالبا بتحقيق قضائي معمق في ظروف وملابسات وفاة الطفل.