سلطات أكادير تُطلق حملة لتوحيد جمالية الواجهات استعدادا لكأسي إفريقيا والعالم

صادق المجلس الجماعي لأكادير، خلال دورة استثنائية عقدت في يوليوز 2025، على تعديلات جديدة لثلاثة قرارات تنظيمية دائمة، تروم تحسين المشهد الحضري للمدينة من خلال فرض معايير موحدة لطلاء واجهات المباني، وحظر العناصر التقنية الظاهرة من قبيل المكيفات الهوائية والهوائيات المقعرة (البارابولات) والمدخنات.
وبحسب المعطيات التي حصل عليها موقع "لكم"، تندرج هذه التدابير في إطار استعدادات المدينة، عاصمة وسط المملكة، لاحتضان تظاهرات رياضية كبرى، من بينها كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم لكرة القدم 2030، حيث تسعى السلطات إلى تقديم أكادير في صورة حضرية أكثر جاذبية وانسجاما.

ضبط جمالي يتجاوز الطلاء
وتشمل التعديلات على القرار التنظيمي رقم 381 الصادر سنة 2007، الذي يحدد لون طلاء واجهات المباني داخل المدار الحضري، بهدف تجنب "فوضى الألوان" وتحقيق انسجام بصري يشمل المباني السكنية والإدارية والتجارية والخدماتية.
كما طالت التعديلات الجديدة القرار رقم 373 الصادر سنة 2005، الذي يحظر تثبيت المكيفات الهوائية والهوائيات المقعرة على الواجهات، خاصة تلك المطلة على الشوارع الرئيسية.
وبمقتضى ذلك، يفرض هذا القرار الجماعي على المالكين نقل هذه الأجهزة إلى الأسطح أو خلف المباني، أو اعتماد حلول تقنية أكثر اندماجا مع الطابع المعماري.
من جهته، يمنع القرار التنظيمي رقم 397، المؤرخ في يناير 2010، تثبيت المدخنات وقنوات التهوية على الواجهات، وهو ما يهم بالأساس المطاعم والمقاهي ومحلات الوجبات السريعة.
ولا تقتصر هذه الإجراءات على البعد الجمالي، بل ترافقها غرامات مالية في حالة الإخلال بها، حسب ما تنص عليه التعديلات الجديدة.
كما يتعين على المالكين والمستغلين الحصول على رخص خاصة، وإجراء تعديلات تقنية قد تتطلب تكاليف ترميم وإعادة تهيئة مرتفعة نسبيا، خاصة في المناطق ذات البنايات القديمة أو العشوائية.
سياق أوسع لإصلاح حضري
وأفاد مصدر من داخل المجلس الجماعي لموقع "لكم"، أن هذه التدابير جاءت بعد سنوات من تراكم اختلالات عمرانية، نتيجة غياب أو ضعف دفاتر التحملات السابقة، وقصور في آليات المراقبة.
واعتبر المصدر ذاته، أن التحدي اليوم لا يكمن فقط في سن القوانين، بل في تفعيلها ميدانيا، خاصة في الأحياء التي تعاني من الفوضى المعمارية.
ويُنتظر أن تساهم هذه التعديلات، في حال تنفيذها بفعالية، في تعزيز الهوية البصرية لأكادير كوجهة سياحية ورياضية، وجعلها أكثر استعداداً لاحتضان التظاهرات العالمية الدولية القادمة.