تتواصل في طنجة عمليات تثبيت تجهيزات إضاءة معمارية مخصصة لواجهات البنايات التاريخية، في إطار مسار تأهيل استهل قبل أسابيع على امتداد محاور رئيسة بوسط المدينة، وحسب معطيات ميدانية، فإن هاته التدخلات التي تشرف ولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة تشمل طلاء الجدران وتنظيف الواجهات القديمة وتزويدها بكشافات ضوئية تبرز مكوناتها المعمارية ليلا، حسب المصادر ذاتها. وتتكامل هذه الأعمال مع الطابع العام للمدينة وتاريخها. ويتجلى التحول البصري في هذه الشوارع في إبراز تفاصيل معمارية، منها نوافذ خشبية تعود إلى بدايات القرن العشرين، وشرفات من الحديد المطاوع، وواجهات مطلية بألوان ترابية خفيفة. توزع كشافات عند قواعد المباني وأركانها لإعادة تشكيل الصورة الليلية للمدينة، كما لوحظ ميدانيا. وتندرج هذه العمليات ضمن مسعى مستمر لإعادة الاعتبار للوسط التاريخي لطنجة، بعد سنوات من التآكل البصري. وقد شملت عمليات التهيئة، حتى الآن، أكثر من 500 بناية، بحسب إحصائيات الولاية. وتراعي هذه التدخلات احترام النمط المعماري الأصيل وتجنب المساس بالمكونات المصنفة ضمن التراث المعماري المحمي، مع التنسيق مع الجهات المختصة بوزارة الثقافة عند الاقتضاء، وفق ما أكده مسؤولون محليون. ويتم تركيب تجهيزات الإضاءة باستخدام كشافات ثابتة منخفضة التوتر، موجهة لإبراز الزخارف دون الإضرار بالمواد الأصيلة أو تشويه الخطوط المعمارية. وقد اختيرت درجات لونية بيضاء دافئة تتناسب مع اللون المصفر للطلاء الجديد، ما يمنح الواجهات طابعا مميزا عن الإضاءة العمومية المعتادة، بحسب مهندسين مشرفين على المشروع. ويعد هذا الورش جزءا من الاستعدادات التدريجية لاحتضان طنجة لمباريات كأس إفريقيا للأمم 2025. كما تندرج هذه التحسينات ضمن تصور طويل المدى لإعادة تثمين المجال البصري وسط المدينة، بما يعزز جاذبيتها الحضرية ويعيد التوازن بين الهوية المعمارية والوظيفة السياحية، كما يرى مراقبون وخبراء في التنمية الحضرية. وتستعيد هذه التدخلات صدى ذاكرة طنجاوية تراجعت لصالح البهرجة التجارية وضغط الإشهار. وما تزال بعض النقاط قيد الدراسة التقنية، خاصة ما يتعلق بإضاءة بعض المباني ذات القيمة الرمزية في محيط المدينة القديمة وسور المعكازين، وفق ما أفادت مصادر مطلعة. ويفرض التنسيق المؤسسي بين المصالح الولائية والجماعة الحضرية ومصالح الثقافة إيقاعا محددا للتدخل، تجنبا لأي تسرع قد يضر بالطابع الأصيل للمجال، حسب مسؤولين في الولاية.