قرّر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف في أكادير، الأربعاء، إيداع الناشط سفيان كرت السجن احتياطياً، بعد استنطاقه ابتدائياً، على أن يُستمع إليه تفصيلياً في جلسة حُدّد موعدها في 22 أكتوبر الجاري، وفق ما أفاد مصدر قضائي. وسفيان كرت، أحد أبرز نشطاء تنسيقية "ساكنة أكادير الكبير من أجل صحة عمومية جيدة ومجانية"، كان قد اعتُقل الأسبوع الماضي بعد توقيفه من عمله في مدينة القليعة، قبل أن يُحال على قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بأكادير.
ويُعتبر كرت من الوجوه البارزة في ما يُعرف ب"حراك الصحة" في أكادير، وشارك في الوقفتين الاحتجاجيتين السلميتين اللتين نظّمتهما التنسيقية أمام مستشفى الحسن الثاني، الذي بات يُعرف محلياً ب"مستشفى الموت" بسبب تعدد الوفيات في جناح الولادة. وأدانت التنسيقية في بيان لها ما وصفته ب"الاعتقال التعسفي"، معتبرة أن الخطوة "محاولة لإخماد النضال الاجتماعي عبر ترهيب المناضلين". وأضاف البيان أن "المناضل سفيان كرت معروف بسلوكه النضالي السلمي ومواقفه المبدئية"، مشدداً على أن المستهدف من اعتقاله هو "النضال الحقوقي الذي كشف تدهور الخدمات الصحية ودفع وزير الصحة إلى التدخل المباشر". وكانت احتجاجات ساكنة أكادير الكبرى قد اندلعت عقب سلسلة وفيات بمستشفى الحسن الثاني، حيث وثّقت التنسيقية وفاة ثماني نساء في قسم الولادة خلال الأشهر الأخيرة، ما أثار غضباً واسعاً في المدينة ودفع وزارة الصحة إلى فتح تحقيق داخلي وإعفاء مسؤولين محليين. ودعت التنسيقية إلى "التعبئة الواسعة من أجل إطلاق سراح سفيان كرت"، معتبرة أن "سجنه رسالة تحذير لكل النشطاء المطالبين بالحق في خدمات صحية عمومية لائقة". ولم يصدر حتى مساء الأربعاء أي تعليق رسمي من السلطات حول خلفيات اعتقال كرت أو التهم الموجهة إليه.