حقق المنتخب المغربي لكرة القدم فوزًا صعبًا على نظيره البحريني بهدف دون رد، في المباراة الودية التي جمعتهما مساء الخميس بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في إطار استعدادات "أسود الأطلس" للاستحقاقات القارية المقبلة، وعلى رأسها تصفيات كأس العالم 2026. جاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 90+4 عبر رأسية قوية للمدافع جواد الياميق، بعد ركنية نفذها أشرف حكيمي، ليمنح المغرب فوزًا معنويًا في مباراة طغى عليها الطابع التجريبي أكثر من التنافسي.
وشهدت المواجهة عدة تغييرات أجراها الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي أتاح الفرصة لعدد من اللاعبين الجدد، من بينهم الصيباري ودياز، بهدف اختبار جاهزيتهم قبل المواعيد الرسمية. رغم السيطرة الميدانية للمغاربة، غابت النجاعة الهجومية، إذ أضاع براهيم دياز فرصة محققة في الشوط الأول، فيما ارتطمت تسديدة الزلزولي بالقائم. الركراكي بدا أكثر اهتمامًا بتجريب خطط اللعب وتوزيع الأدوار بين لاعبي الوسط والهجوم، فيما ركز المنتخب البحريني على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة التي شكلت بعض الخطورة على مرمى ياسين بونو. اللقاء جرى أمام مدرجات شبه خالية، في مشهد أثار تساؤلات المتابعين حول تراجع الإقبال الجماهيري على مباريات المنتخب في الفترة الأخيرة. وعزت بعض المصادر ضعف الحضور إلى كون المباراة ودية لا تحمل طابعًا تنافسيًا، إضافة إلى غياب التعبئة الإعلامية الكافية، واعتبار كثيرين أنها "مباراة تجريبية" لا تستحق عناء التنقل في يوم عمل. ورغم أن اللجنة المنظمة أعلنت بيع أكثر من 40 ألف تذكرة، إلا أن الصور القادمة من المدرجات أظهرت فراغات واسعة، ما جعل الأجواء تفتقر إلى الحماس الذي اعتادته الجماهير المغربية في المباريات الرسمية. غير أن الملاحَظ، بحسب متابعين، أن غياب الجماهير هذه المرة تجاوز حدود اللامبالاة الرياضية، ليكتسب دلالة اجتماعية أوسع. فالمباراة تزامنت مع احتجاجات حركة "جيل زد" التي خرجت مساء اليوم نفسه في عدة مدن مغربية، للمطالبة بإصلاحات في مجالات الصحة والتعليم والشغل، ومع تصاعد نبرة الانتقاد الشعبي ل"الإنفاق الكبير على المنشآت الرياضية مقابل تدهور الخدمات الاجتماعية الأساسية". ويواجه المنتخب الوطني المغربي نظيره الكونغولي يوم 14 أكتوبر بالملعب ملعب الأمير مولاي عبد الله برسم التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، التي ستنظم بالولايات المتحدةالأمريكية وكندا والمكسيك.