عبّرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عن إدانتها الشديدة للانتهاكات الجسيمة التي تعرّض لها الأسيرات والأسرى الفلسطينيون، الذين أُفرِج عن بعضهم مؤخرا في أوضاع إنسانية كارثية، نتيجة ما كابدوه من تعذيب وإهمال طبي ممنهج. وأكدت الجمعية في بيان لمكتبها المركزي، بمناسبة حلول الذكرى 108 لوعد بولفور المشؤوم، أن المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة الإنسانية، تظهر أن منظومة السجون الصهيونية تعتبر أماكن للتنكيل والانتقام السياسي، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية المتعلقة بمعاملة الأسرى والمعتقلين، مطالبة بإطلاق سراحهن وسراحهم.
وسجلت الجمعية بغضب بالغ استمرار ازدواجية المعايير البريطانية؛ حيث في الوقت الذي صوتت فيه لصالح الاعتراف بدولة فلسطين في الأممالمتحدة، فإنها ما تزال تواصل تصدير الأسلحة إلى جيش الاحتلال الصهيوني، الذي يرتكب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، أمام العالم بأسره. واعتبرت أن وعد بالفور الاستعماري العنصري لا قيمة قانونية له أو حقوقية من منظور القانون الدولي: لأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق، وبالتالي فكل ما ترتب عنه من قرارات أممية، يعتبر لا قانونيا ولا شرعيا ومخالفا للمبادئ الأساسية في القانون الدولي، وعلى رأسها حق الشعوب والأمم في تقرير مصيرها والاستقلال والسيادة الوطنية. وشددت على مطلبها بإدراج الصهيونية على قائمة المنظمات العنصرية في العالم، ومحاكمة القادة الصهاينة المدنيين والعسكريين المتورطين في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. ودعت الجمعية مجلس حقوق الإنسان والأممالمتحدة إلى فتح تحقيق دولي مستقل حول جرائم التعذيب وسوء المعاملة في سجون الاحتلال، والصليب الأحمر إلى الاضطلاع بمسؤوليته الكاملة في مراقبة أوضاع الأسرى وحمايتهن، مطالبة المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية وكل الدول المحبة للسلام، إلى ممارسة الضغط لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، وحماية الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه المشروعة في استقلاله وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأكدت أن خطة ترامب، هي محاولة لفرض انتداب دولي جديد على قطاع غزة على غرار سلطات الانتداب الاستعمارية، وأنها أسوا من اتفاقية أسلو، وأن القضية الفلسطينية هي قضية تحرر وكرامة إنسانيين، وأن التضامن مع الشعب الفلسطيني واجب إنساني وأخلاقي لا يقبل المساومة أو الصمت، وأن الاحتلال زائل، مشددة على أهمية الاستمرار في النضال من أجل إسقاط التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني البطل وكل الشعوب المطالبة بحقها في الحرية والسلام.