مجلة فرنسية : بريطانيا ستقرر لصالح المغرب بشأن قضية الصحراء    قيادي سابق بالبوليساريو: المغرب في موقف قوي ولن يمنح الجزائر فرصة العودة في الوقت بدل الضائع    31 مليون رأس رصيد قطاع تربية المواشي بالمغرب    المغرب-إسرائيل: التوقيع بمراكش على مذكرة تفاهم في مجال الزراعات المائية    "آبل" تتعهد بإصلاح مشكلة ارتفاع حرارة هواتف "آي فون 15 بشدة وتكشف سبب حدوثها    زياش يزف خبرا سارا للركراكي وأمرابط يدخل على الخط    قتيل و ستة جرحى في تصادم بين سيارتين باكبر شارع في طنجة    مصرع شخص و4 في حالة خطيرة من بينهم أطفال في حادثة سير بطنجة    الناظور : الدكتور احمد خرطة يعزي في وفاة إبن شقيق الدكتور يوسف عنتار    ابن كبدانة الطالب الباحث سفيان غنو يناقش رسالته لنيل دبلوم الماستر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور    UMT تنظم وقفة احتجاجية أمام مقر مندوبية الصحة بالناظور    البرتغال.. موجة حر شديدة غير مسبوقة مع بدء فصل الخريف    الناظور : أمسية دينية بمناسة ذكرى المولد النبوي الشريف بمسجد الفوارس جماعة اولاد ستوت    الناظور : الدكتور احمد خرطة يعزي في وفاة والد المستشار شريف الغيام    صديقي يتفقد المناطق الفلاحية المتضررة من الزلزال بإقليم ورزازات    قطاع التعليم في المغرب .. إضراب عام و ترقب لوقفات احتجاجية ومسيرة في اتجاه البرلمان    الوداد يفوز على حافيا كوناكري ويتأهل لدور المجموعات    المبادئ العشرة لإتمام البحوث والازدياد من طلب العلم    محاولة اختطاف ثلاث سيدات بسلا والأمن يتدخل    الولايات المتحدة.. مجلس النواب يصادق على مشروع قانون مالية مؤقت لتجنب الإغلاق الحكومي    عصبة الأبطال.. نابي يعلن تشكيلة الجيش الملكي لمواجهة النجم الساحلي    بريطانيا تعول على المغرب لتزويد 7 ملايين منزل بالطاقة و تأمين 8% من احتياجاتها من الكهرباء    حوار مع مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة    إقليم ورزازات.. بنموسى يزور عددا من المؤسسات التعليمية المتضررة من الزلزال    الأمثال العامية بتطوان... (415)    لهذه الأسباب سترتفع أسعار المحروقات يوم فاتح أكتوبر    أولمبيك آسفي يتعادل مع ضيفه شباب المحمدية (0-0)    الصين تهاجم الولايات المتحدة الأمريكية.. وتطلق عليها لقبا جديدا!    بتوجيهات ملكية .. إقامة مستشفيين ميدانيين إضافيين بشيشاوة وتارودانت    بركة يدق ناقوس خطر ندرة المياه ويكشف وصفة الدولة للتعامل مع الأزمة    وزارة الأسرة تعد تصورا لتعديل المدونة .. و"مجلس حقوق الإنسان" يُطور المقترحات    شعرت بها ساكنة 4 مدن مغربية.. تفاصيل هزة أرضية ارتدادية جديدة    مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي.. الممثلة المغربية زهرة الهواوي تفوز بجائزة أفضل ممثلة – دور أول    صديقي يؤكد أهمية قطاع تربية المواشي في ترسيخ الأمن الغذائي    بخصوص الحالة الصحية لرضى الرياحي    هل تحدّ جوائز "نوبل" من انتشار الخطاب الشعبوي ضد العلم؟    إقليم كلميم: الدورة السادسة للمهرجان الدولي " ظلال أركان" من 18 إلى 21 أكتوبر المقبل    أسماء بارزة مرشحة للاستبعاد عن المنتخب المغربي والركراكي تحت الضغط    أسباب تأجيل تصفيات بطولة كأس أمم إفريقيا للمنتخبات المحلية    رومان غانم سايس: مسابقتي كأس إفريقيا وكأس العالم مختلفتان تماما    واردات المغرب تنخفض مقابل ارتفاع الصادرات    صندوق النقد الدولي: الاقتصاد غير النفطي يقود النمو في السعودية في 2023    "فيدرالية اليسار الديمقراطي" تطالب الحكومة بالكشف عن تدابير مواجهة جشع الشركات المحتكرة لقطاع المحروقات    "البق" يغزو باريس.. والحكومة تسابق الزمن للقضاء عليه    منتدى دولي يبحث ما بين 1 و3 أكتوبر بالدوحة تعزيز الأمن الغذائي في العالم الإسلامي    كينيدي يترشح مستقلا لرئاسيات أمريكا    دار الشعر بمراكش تنظم "شعر وفرح.. من أجل أطفال الحوز".. ترياق أمل لأطفال المستقبل    الأفلام المغربية القصيرة المنتقاة للمشاركة في مسابقة الدورة 23 لمهرجان سيدي قاسم السينمائي:    صدور رواية ماتزال في الحياة بقيَّةٌ ل عبد الباقي يوسف    راشد الغنوشي يبدأ إضرابه عن الطعام في السجون التونسية    الشيخ الكتاني: على كل مسلم أن يدافع عن البقية الباقية من شريعة الإسلام في المغرب    برنامج "بلا فيلتر" يستضيف "رشيد آيلال" حول الإسلام.. بين البخاري وصحيحه    وزارة الصحة تكشف عن حصيلة جديدة لإصابات كورونا بالمملكة    إشادة إفريقية بريادة المغرب في مجال تصنيع اللقاحات    استطلاع: أطفال في بريطانيا ينامون على الأرض بسبب "فقر الفراش"    المرحوم الداعية العياشي أفيلال... الشيخ كما عايشته (58)    تحذير.. أمطار "النينيو" وارتفاع في درجات الحرارة بين شهري أكتوبر ودجنبر    شركة يابانية تعمل على أول دواء في العالم لإنبات أسنان جديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل بنكيران حول بلاغ وزارة الخارجية المغربية موجهة لمن؟
نشر في العرائش أنفو يوم 10 - 08 - 2022


محمد إنفي
انتظر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، صدور بلاغ وزارة الخارجية والتعاون والمغاربة المقيمين بالخارج في شأن التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية،
ليوجه ما يسمى في حزبه ب"لجنة العلاقات الدوليةt;(كذا)، لإصدار بلاغها حول بلاغ المملكة المغربية الذي وُصف بالمتأخر.
ما سر تكليف اللجنة المذكورة بالتفاعل مع بلاغ وزارة الخارجية بدلا عن الأمانة العامة للحزب؟ فهل هو تهرب مقصود أم من أجل إثبات أن للحزب مؤسسات؟ وهل اللجان تقوم مقام الأجهزة حتى تنوب عن هذه الأخيرة؟ قد يكون هدف بنكيران، هو الاختباء وراء اللجنة المذكورة ليمرر رسائله على طريقته المعهودة (اللعب على الحبلين). لكن اللجنة
أقحمته في مقدمة البلاغ بالإشارة إلى أن الاجتماع تم بتوجيه من الأمين العام للحزب.
ويسجل البلاغ المذكور في أول نقطة له أسف اللجنة العميق ; للغة التراجعية لبلاغ وزارة الخارجية الذي خلا، على غير العادة، من أية إشارة إلى إدانة واستنكار العدوان الاسرائيلي ومن الإعراب عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والترحم على شهدائه، بل وخلا أيضا من أية إدانة لاقتحام الصهاينة لباحات المسجد الأقصى المبارك. بعد ذلك، يسجل البلاغ، في نقطته الثانية، استغراب اللجنة الكبيرt;لكون البلاغ المذكور ساوى بين المحتل والمعتدي الإسرائيلي والضحية الفلسطيني(…)، وهو ما يعني الهروب من إدانة المعتدي، وهو موقف غريب لا يشرف بلدنا، في الوقت الذي عبرت فيه مجموعة من الدول العربية والإسلامية الشقيقة عن مواقف واضحة في تحميل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي وإدانة عدوانه الإجرامي. وقد تكون الإشارة إلى لجنة القدس، في النقطة الثالثة، أهم شيء في هذا اللاغ. وربما أن في هذه الإشارة رسالة أو رسائل لجهات قد تجد فيها غاية مفيدة. لقد جاء في بلاغ لجنةبنكيران: ;نذكر أن الهدف العام من تأسيس لجنة القدس، التي تشكلت بقرار من منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بفاس سنة 1975، كان هو حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية لتهويد القدس، ولا يمكن لبلدنا الذي يرأس لجنة القدس في شخص جلالة الملك حفظه الله، إلا أن يكون سباقا للدفاع عن القدس الشريف وعن الأقصى المبارك.
فهل معنى هذا الكلام أن بلدنا لم يعد سباقا للدفاع عن القدس الشريف؟ وهل يدرك أصحاب هذا الكلام خطورة الخلط بين السياقات والمقامات؟ خصوصا، وأننا نعلم أن جارتنا الشرقية التي هي من الدول العربية والإسلامية الشقيقة التي عبرت ;عن مواقف واضحة في تحميل المسؤولية للاحتلال الإسرائيلي وإدانة عدوانه الإجرامي;- قد عارضت، في مجلس الأمن، بيانات الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني، التي تقدمت بها المجموعات العربية والإسلامية وحركة عدم الانحياز؛ لا لشيء إلا لكون هذه البيانات تضمنت إشارات إلى الدور المحوري الذي تضطلع به لجنة القدس ورئيسها، جلالة الملك محمد السادس. ولهذا السب، خلت سجلات مجلس الأمن، ولأول مرة، من بيانات المجموعات السالفة الذكر.لننتظر كيف ستستغل الجزائر، في هجومها على المغرب، هذه الهدية العاطفية الثمينة التي قدمها لها حزب العدالة والتنمية على طبق من ذهب. بعد هذا القوس حول النقطة الثالثة من البلاغ، ننتقل إلى النقطة الرابعة التي تشير ;إلى خطورة الانزلاق في هذا المنحى الذي عبرت عنه لغة بلاغ وزارة الخارجية، والذي لا يليق ببلادنا ومواقفها المشرفة، ولا ينسجم مع مواقف الشعب المغربي الراسخة في دعمالقضية الفلسطينية (…)، ونؤكد أن التطبيع، الذي ما فتئ الحزب يعبر عن رفضه له، لا يمكن أن يبرر السكوت عن إدانة العدوان الصهيوني الإجرامي…
ويبقى حزب العدالة والتنمية، بقيادة عبد الإله بنكيران، وفيا لازدواجية الخطاب والمواقف وللغة دغدغة العواطف. فهل نسي حزب العدالة والتنمية بأن أمينه العام السابق، سعد الدين العثماني، هو الذي أشَّر على الاتفاق الثلاثي باسم الدولة المغربية (الاتفاق الموقع بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل)؟ فمحاولة التنصل من التطبيع تهرب من المسؤولية وتأكيد لازدواجية الخطاب والمواقف، التي تطبع هذا الحزب الذي يدعي المرجعية الإسلامية.
يؤكد البلاغ، في الأخير (النقطة الخامسة)، ;أن بلادنا تحت قيادة جلالة الملك حفظه الله، الذي أكد أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية،
ستبقى بإذن الله قلعة صامدة للدفاع عن القدس والأقصى وفلسطين، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة;. وإذا كان المغرب;يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربيةt;، فهل ما تحققه الديبلوماسية المغربية من انتصارات، يتم بالشعارات ودغدغة العواطف أم بالعمل الجاد على أرض الواقع؟ وهل ما حققته الديبلوماسية الملكية لصالح الفلسطينيين (آخرها فتح معبر الملك حسين) تم بالشعارات ودغدغة العواطف وبيع الوهم للفلسطينيين أم بالعمل الديبلوماسي الرصين، العقلاني والواقعي؟
ويطرح البلاغ الذي قدمنا نقطه الخمسة، الكثير من الأسئلة ويستوجب العديد من الملاحظات إلى جانب تلك التي أوردنا خلال التقديم. لنتساءل، في البداية، عن اللجنة التي
صاغت البلاغ. ما طبيعة هذه اللجنة التي تسمى لجنة العلاقات الدولية لحزب العدالة والتنمية؟ وهل يدرك هذا الحزب الفرق بين العلاقات الدولية والعلاقات الخارجية؟ بكل تأكيد لا؛ وإلا لما اختار هذه التسمية. وإذا تجاوزنا هذا الأمر، فما هي العلاقات التي نسجتها هذه اللجنة مع شركاء حزب العدالة والتنمية ;الدوليين ومن هم هؤلاء الشركاء؟ أخشى أن يكون الأمر مجرد اسم بلا مسمى، مرر من خلاله بنكيران رسائله الملغومة والمشبوهة. لماذا لم يفعل حزب العدالة والتنمية ما فعلته بعض الأحزاب والمنظمات التي أصدرت أجهزتها بيانات أو بلاغات، عبرت من خلالها عن مواقفها وقدمت مطالبها للحكومة والدولة، ممارسة بذلك حقها الدستوري دون لف أو دوران. وهناك أحزاب أخرى اكتفت بتصريح صحفي لقياداتها (نذكر على سبيل المثال، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الأستاذ إدريس لشكر الذي قدم تصريحا لموقع t;هسبريس;؛ وننصح، بالمناسبة، السيد بنكيران بالاطلاع على التصريح المذكور ليفهم معنى السياسة ومعنى النضج السياسي ومعنى الواقعية السياسية، ومعنى الأخلاق السياسية، الخ؛ إن كان لا يزال لديه قدرة على الاستيعاب).
وإذا استحضرنا ما كان يقوله بنكيران عن الديبلوماسية المغربية يوم كان رئيسا للحكومة – حيث كان يتحجج دائما بأن مجال الديبلوماسية محفوظ للملك – فلابد أن نتساءل عما جد
اليوم حتى يخلط بين الديبلوماسية الملكية وديبلوماسية الحكومة؛ إذ محتوى البلاغ الذي نحن بصدده يناقض جملة وتفصيلا كل ما قاله سابقا عن الديبلوماسية المغربية. فهل حزب العدالة والتنمية ينتقد الديبلوماسية المغربية في شخص وزارة الخارجية، بينما هذه الأخيرة تحدثت باسم المملكة المغربية؟ أم أنه ينتقد الديبلوماسية الملكية في شخص وزارة الخارجية التي تمثل المملكة؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون خلط السياقات والمقامات للعب على الحبلين في مجال سبق لبنكيران أن قال عنه بأنه محفوظ للملك؟ كيفما كان الأمر، فانتقاد بلاغ وزارة الخارجية، هو انتقاد للملك، وإن حاول حزب العدالة والتنمية أن يوهم القارئ بأنه يميز بين المؤسستين. فهل لبنكيران ولحزبه الشجاعة الكافية للخروج من
هذا اللبس وهذا الغموض المقصود، وذلك بتبني خطاب صريح وواضح؟ فاللعب على الحبلين، غالبا ما يوقع صاحبه على رأسه، بالمعنى المجازي، طبعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.