العرائش أنفو في يوم فاتح ماي، وهو يوم عطلة للعمال، وقعت حادثة غريبة في ساحة "بلاصا كتالونيا" بمدينة طراسة، المعروفة في حي كالينكلادا بساحة بدر حيث وجود المسجد الكبير فيها (مسجد بدر). كنت مارًّا من الساحة في طريقي إلى الصيدلية، فصادفت صديقًا قديمًا لم أره منذ مدة. جلسنا نتحدث ونتبادل الأخبار، بينما كان ابنه الصغير يلعب في الساحة، رفقة طفل آخر في الملعب القريب. وبينما نحن جالسون، اقترب رجل غريب من الطفل، قدّم له قطعة شوكولاتة، وقال له: "كم هي جميلة هذه الطفلة!"، ثم فجأة قبّله في فمه. الأب رد عليه بسرعة قائلاً: "هذا ولد، ماشي بنت!"، فابتعد الرجل بسرعة واتجه نحو مقهى مغربي قريب. الموقف كان صادمًا وغير طبيعي، فتبعتُه من بعيد لأتأكد من الأمر. بعد دقائق، عاد الأب وحده إلى الساحة، فوجد الرجل لا يزال هناك، جالسًا قرب مكان لعب الأطفال. سأله عن سبب تصرفه، لكن الرجل أجاب بكل برود: "عادي، قبّلت الطفل فقط." الأب لم يتسرّع، بل اختار التصرف بعقل واتصل بالشرطة. في تلك الأثناء، تدخل شاب آخر وحاول يخفف من الحادثة وكأنها شيء بسيط. الغريب أن كل هذا وقع أمام مسجد، مكان يفترض أن يعكس الطمأنينة والاحترام. ما جرى يطرح تساؤلات كثيرة: هل هذا الشخص مريض؟ أم أنه يخبّئ وراء مظهره المتديّن أفكارًا وتصرفات خطيرة؟ هذه الحادثة تبيّن أن حماية الأطفال مسؤولية الجميع. ويجب أن نكون واعين بأن بعض التصرفات الخطيرة قد تحدث في أماكن عامة، بل حتى أمام المساجد. ليس كل من يظهر بمظهر المتدين فعلاً إنسان نقي، فالدين سلوك وأخلاق، وليس مجرد مظهر.