إن انفتاح وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية على استخدام المقاييس النفسية في تقييم القدرات والمهارة النفسية والاجتماعية هي أمر إيجابي وخطوة مهمة للغاية ، لا سيما تثمين التفكير الابتكاري لدى التلاميذ وروزه والكشف عن الموهوبين والمبتكرين. ويمكن تسجيل مجموعة من الملاحظات الجوهرية حول المقاييس النفسية المستخدمة في هذه الدراسية بعد اطلاعنا عليها: أولا) استخدام اختبارين فقط لقياس التفكير الابتكاري الشكلي وغياب تلك التي تقيس التفكير الابتكاري اللفظي دون أدنى تعريف أو إحالة باسم بطارية التفكير الابتكاري او باسم مؤلفها وتاريخ نشرها والخصائص السيكومترية للنسخة المغربية إن وجدت (الصدق والثبات). ثانيا) الاقتصار على تقييم بعد واحد من عوامل التفكير الابتكاري وهي بعد التفاصيل أو التطوير Elaboration في حين تم إهمال مكونات أخرى أكثر أهمية وعلى رأسها كالأصالة l'Originalité فالمرونة Flexibilité فالطلاقة Fluidité مع استخدام مصطلح "عنصر" بدل "تفصيل" الذي يدل بصورة أدق على هذا العامل أو القدرة. ثالثا) اختزال استبيان مواطن القوة والضعف the Strenghts & Difficulties Questionnaires (SDQ) المكون من (25) عبارة أو سؤال في بعد واحد هو بعد أو سلم "المهارات الاجتماعية" Prosocial في حين تم حذف بقية الأبعاد كالمشكلات النفسية (القلق والاكتئاب) والسلوكية (الإفراط في الحركة والعنف) وغيرها. ونتمنى أن تولي وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مستقبلا عناية خاصة بالقياس النفسي، من خلال إشراك أساتذة المراكز التابعة لها كمركز التوجيه والتخطيط التربوي (COPE) في مشروع المدرسة الرائدة، بدل إحالتها على شركاء خارجيين (مختبرات، جامعات…) تبين ضعف الأدوات التي استخدموها في تقييم المدرسة الرائدة وعدم إنجازهم أية دراسة سيكومترية حول الخصائص السيكومترية لهذه الأدوات. حسن بودساموت أستاذ القياس النفسي مركز التوجيه والتخطيط التربوي -الرباط