في عز الصيف.. "الكساد" يهدد تجارا بالعرائش بسبب "الغبار" المتطاير من حفر أهملتها مقاولة
يعاني العديد من التجار بمدينة العرائش، من شبح "الكساد" الذي أصبح يهدد تجارتهم بسبب "الغبار" الذي يداهم محلاتهم التجارية باستمرار، جراء إهمال مقاولة خاصة لحفر مغطاة بالأتربة، تمتد على طول الشارع الرئيسي لحي يعتبر من بين أكبر الأحياء بالمدينة. وكشف العديد من تجار حي شعبان 1 بالعرائش، في شكاية، أنهم يعانون من كساد خطير يقصف بتجارتهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر، جراء إهمال مقاولة "إنجاز" لحفر تمتد على طول مسافة كبيرة، بعدما عملت على مد قنوات للتطهير السائل وسط الشارع، دون أن تعيد تعبيد الحفر، تاركة الأتربة والغبار تتطاير لتداهم محلاتهم التجارية، الأمر الذي أسفر عن عزوف الزبناء عن محلاتهم بسبب كثرة الأوساخ التي تخلفها تلك الأتربة. وقد سبق وأن توجه بعض المتضررين إلى مقر "الوكالة الإقليمية لتوزيع الماء والكهرباء" بالعرائش، للتظلم وتقديم شكواهم إلى مديرها، لتسريع إعادة تعبيد الشارع قبل فوات فصل الصيف الذي يعتبر بالنسبة إليهم فرصة لتحقيق أرباح قد تعوض قلة مدخول باقي الفصول، على اعتبار أن الوكالة هي المسؤولة المباشرة عما لحقهم من أضرار، لأنها هي صاحبة المشروع، وهي من كلفت مقاولة "إنجاز" بمد قنوات الصرف الصحي، لكن دون أن تراقب بجدية مدى التزام الأخيرة ببنود دفتر التحملات، الذي يفرض على المقاولة تزفيت وتعبيد كل الحفر التي أحدثتها، مباشرة بعد انتهاء الأشغال. رغم استمرار معاناة التجار الذين يبقى من بينهم صاحب مقهى قرطبة ومحل للالكترونيات ومحلبة ومرآب لغسل السيارات، لا تبالي مقاولة "إنجاز" ومعها "الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء" بالمشاكل الجمة التي يتخبط فيها التجار، ما دفع هؤلاء إلى التساؤل عن من يقف وراء هذه المقاولة التي تعمد إلى التنصل من مسؤولياتها ضدا على مصالح المواطنين. وفي محاولة لفك لغز رفض مقاولة "إنجاز" لتلبية مطالب التجار، علم الموقع أن صاحب المقاولة الذي كان بدوره مسؤولا بوكالة توزيع الماء والكهرباء بمراكش، قد تجمعه علاقة وطيدة بمدير الوكالة الإقليمية بالعرائش، لذلك يتم التعامل معه بليونة دون إجباره على تطبيق بنود دفتر التحملات، الأمر الذي يساهم في تراخي صاحب المقاولة الذي يرفض تعبيد الحفر التي أحدثتها، وذلك لتوفير الأموال المخصصة لاقتناء مادة التوفنة والزفت. وفي توضيح لوكالة توزيع الماء الكهرباء بالعرائش، ومدى تفاعلها مع معاناة السكان والتجار، أرجع رئيس مصلحة التواصل بالوكالة سبب إهمال الحفر بالشوارع، إلى كون المسؤولين عن مقاولة "إنجاز" قد يعمدون إلى عدم معالجة المشكل حتى يتكاثر عدد الحفر، كي تكون تكلفة تعبيدها بأقل مبلغ مالي، حيث يبدو أن المقاولة تبحث عن تحقيق مزيد من الأرباح على حساب معاناة المواطنين والتجار بالعرائش.