قيوح: المؤتمر 18 لحزب الاستقلال انتهى.. وأعضاء المجلس الوطني مطالبين بالتصويت على الأمين العام المقبل    وزان ..تحديد أفق إطلاق مشروع دار الاقتصاد الأخضر    بعد تلويحه بالاستقالة.. مظاهرات حاشدة بإسبانيا دعما لرئيس الوزراء    اتحاد العاصمة باغيين يلعبو وخايفين من الكابرانات: هددو ما يلعبوش ويرجعو فالطيارة اليوم للجزائر وفاللخر مشاو يترينيو    إندونيسيا.. زلزال بقوة 5ر6 درجات قبالة جزيرة جاوا    تعزية في وفاة خال الدكتورة إسلام أخياظ    توقيف مواطنين صينيين يشتبه تورطهما في قرصنة المكالمات الهاتفية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    أيت الطالب وأمزازي يعطيان انطلاقة خدمات 34 مؤسسة صحية بجهة سوس    صافرة كونغولية لمباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري    اتحاد العاصمة يواصل تداريبه رغم تهديده بالانسحاب.. ومراقب المباراة يرفض تسجيل اعتراضهم    الملك: علاقات المغرب والطوغو متميزة    "حماس" تعلن ارتفاع عدد القتلى في غزة    وزير الصحة يدشن مستوصفات جديدة    إسبانيا تعترض 25 طنا من المخدرات    إسدال الستار على فعاليات "ليالي الفيلم السعودي" في الرباط    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    بدء أشغال المؤتمر السادس للبرلمان العربي بالقاهرة بمشاركة المغرب    التلميذة فاطمة الزهراء ضحية مدير ثانوية "التقدم" فمولاي يعقوب فتصريح ل"كود": هادي 3 سنين والمدير كيتحرش بيا وكيدير هادشي مع بزاف دالبنات    نادية فتاح: المغرب يتيح الولوج إلى سوق تضم حوالي مليار مستهلك بإفريقيا    تتويج شعري في ملتقى الشعر والفلسفة    منتوج العسل المغربي يطرق أبواب السوق الأوروبية    العلماء يعثرون على قبر أفلاطون بفضل الذكاء الاصطناعي "صورة"    جاري القروض الصغرى المستحقة يصل إلى 8,4 مليار درهم في متم 2022    وفد ألماني يطلع بتطوان على العرض البيداغوجي للمعهد المتوسطي للتدبير    مظاهرة حاشدة في مدريد لدعم رئيس الوزراء وحثه على البقاء    رحلة الجاز بطنجة .. عودة للجذور الإفريقية واندماج مع موسيقى كناوة    توقعات أحوال الطقس غدا الأحد    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح وآثم من فعل ذلك    بلغت تذاكره 1500 درهم.. حفل مراون خوري بالبيضاء يتحول إلى فوضى عارمة    الخارجية البريطانية: ملتازمين بتعزيز وحماية حقوق الإنسان فالصحرا وكنشجعو الأطراف باش يواصلوا جهودهم فهاد الصدد    المغرب يواجه واحدا من أكثر المواسم الفلاحية كارثية في تاريخه    مجلس الأمن .. حركة عدم الانحياز تشيد بجهود جلالة الملك لفائدة القضية الفلسطينية    تفاصيل وكواليس عمل فني بين لمجرد وعمور    ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب    مؤتمر الاستقلال يمرر تعديلات النظام الأساسي ويتجنب "تصدع" انتخاب القيادة    قناة عبرية: استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي قريبا وجميع الضباط المسؤولين عن كارثة 7 أكتوبر سيعودون إلى ديارهم    تواصل حراك التضامن مع الشعب الفلسطيني في المغرب.. مظاهرات في 56 مدينة دعما لغزة    السعيدية.. افتتاح النسخة الثامنة من تظاهرة "أوريونتا منتجعات السعيدية – حكايات فنية"    خمسة فرق تشعل الصراع على بطاقة الصعود الثانية وأولمبيك خريبكة يهدد حلم "الكوديم"    مجلس أمناء الاتحاد العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    سيناريوهات الكاف الثلاث لتنظيم كأس إفريقيا 2025 بالمغرب!    مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة    زفاف العائلات الكبيرة.. زواج ابنة أخنوش من نجل الملياردير الصفريوي    هجوم روسي استهدف السكك بأوكرانيا لتعطيل الإمدادات د مريكان    سامسونغ تزيح آبل عن عرش صناعة الهواتف و شاومي تتقدم إلى المركز الثالث    تطوير مبادرة "المثمر" ل6 نماذج تجريبية يَضمن مَكننة مستدامة لأنشطة فلاحين    الأكاديمية تغوص في الهندسة العمرانية المغربية الإسبانية عبر "قصر الحمراء"    الرابطة الرياضية البيضاوية يؤكد ان الوحدة الترابية قضيتنا الاولى    جمارك الجزائر تجهل قانون الجمارك    اكتشف أضرار الإفراط في تناول البطيخ    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    دراسة: التمارين منخفضة إلى متوسطة الشدة تحارب الاكتئاب    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    الأمثال العامية بتطوان... (582)    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس صدام حسين... عاش رجلا ومات بطلا
نشر في مغارب كم يوم 31 - 12 - 2012

"الشروق": صلاح الدين .ع / ب.عيسى/ آسيا شلابي/فؤاد.ع/قادة بن عمار
في الذكرى السادسة لإعدامه من قبل الاحتلال الأمريكي في العراق، تفتح "الشروق" ملف الرئيس العراقي صدام حسي،ن الذي دفع ثمن تحديه للغرب، وكان الرئيس العربي الوحيد الذي ضرب إسرائيل بالصواريخ، حيث حاورت "الشروق" أحد محامي الدفاع، ويتعلق الأمر بالمحامي الجزائري وأول وزير عدل جزائري عمار بن تومي. كما حاورت الدكتور أحمد شوتري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهو يستوي في المرتبة الحزبية مع صدام حسين وعزت إبراهيم الدوري وطه يسين رمضان وطارق عزيز. كما سيتناول ملف "الشروق" حقائق عن محاكمة صدام وإعدامه.
فيما كانت نهاية الآخرين بين قتيل وحريق وسجين وقاتل
صدام..الرئيس العربي الوحيد الذي كانت نهايته مشرّفة
حظي بمحاكمة علنية.. دافع فيها عن نفسه ..وهاجم فيها المحتلين وعملاءهم من العراقيين، ووقف ثابتا أمام الاتهامات التي ساقها الموظفون الذين كلفهم الاحتلال الأمريكي بمحاكمته، وصال وجال وهو يناقش القاضي والنائب العام ويدافع عن نفسه كرئيس للعراق، وانتهت فصول المحاكمة الصورية ودقت ساعة الحقيقة، وقدم إلى منصة الإعدام لتظهر الصور المسربة قوته وصلابته وهو يواجه حبل المشنقة...كان يتكلم مع جلاديه بكل ثقة وأريحية ونطق بالشهادتين بعد أن استمع بهدوء إلى الشرح الذي قدم له عن كيفية إعدامه. بهذه الطريقة المشرفة انتهى الرئيس صدام مقدما صورة الرئيس العربي الشجاع الذي لا يخشى الموت والذي يؤمن بمبادئه وأفكاره حتى وإن كان بعضها خاطئا.
وبمقارنة بسيطة بين مصير صدام ومصير غيره من القادة العرب الذين طالهم الربيع العربي، نجد فرقا كبيرا بين الذين لا يبيعون ضمائرهم للغرب وبين أولئك الذين وضعوا أنفسهم خدما للغرب في المنطقة بطريقة أو بأخرى.
فالقذافي الذي أرعبته تلك الصورة ظهرت لصدام وهو يستخرج من الحفرة سارع إلى عرض خدماته على الغرب، وقام بتفكيك برنامجه النووي وقدمه هدية للأمريكان، كما دفع الملايير من أموال الشعب الليبي لضحايا تفجير الطائرة فوق لوكربي، انتهى به المطاف مسحولا وقتيلا بطريقة مهينة.
أما حسني مبارك الذي تفوق على كل الرؤساء العرب في خدمة الغرب وإسرائيل، وكان نظامه أشد وطأة على الفلسطينيين من الاحتلال الصهيوني، انتهى به المطاف سجينا في نفس السجن الذي كان ينزل فيه معارضو مبارك من حركة الإخوان.
أما الرئيس اليمني فقد كان أكثرهم حظا عندما انتهى به المطاف حريقا وهو الذي رفض مغادرة منصب الرئاسة إلا بعد أن ثار الشعب عليه، أما الكارثة العظمى فهي مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي طالما تاجر بالقضية الفلسطينية وقدم نفسه أكبر ممانعا في التاريخ انتهى به المطاف مجرما وسفاحا، يقتل شعبه من أجل البقاء في الحكم بينما لم يجرؤ في السابق على إطلاق رصاصة واحدة ضد إسرائيل التي تنفذ عمليات جريئة داخل حدود بلده وتحتل جزءا هاما من سوريا.
بعد أن شهد مقتل ابنيه "قصي وعدي" دون أن يصلي عليهما قبل شنقه
زوجتا صدام حسين وبناته وابنه الوحيد يعيشون بأسماء مستعارة
حاول صدام حسين طوال حياته أن يعيش عائليا في الظل، ولكن ابنيه عدي وقصي ظهرا بقوة منذ بداية الألفية الجديدة فخاضا في التجارة وخاصة في الإعلام حيث كان لابنه قناة شبابية ورياضية عراقية شبه خاصة، ولكن بعد رحيل صدام حسين عرف الناس بالصورة والصوت كل أبناء الرئيس وزوجتيه وأصهاره وأقرب الناس إليه، حادثة مقتل عدي وقصي في صيف 2003 تبقى تاريخية حيث أبانت القنوات الأمريكية صور جثتيهما وهو ما هزّ العالم وسجل نقطة سواد في السلة الامريكية لا تختلف في بشاعته عن صور الإرهاب، ويختلف صدام حسين عن معمر القذافي في كون أبنائه وخاصة زوجتيه ابتعدوا عن الشأن السياسي، ولا يوجد في العراق حاليا من يحمل لهم الأحقاد كما كان ومازال بالنسبة لليبيين الذين طاردوا أبناء القذافي، وبينما لا أحد في العراق يطالب بتسليم زوجتي أو ابن صدام حسين، مازال بعض المسؤولين في ليبيا يطالبون الجزائر بتسليم زوجة معمر القذافي وابنته عائشة، تزوّج صدام حسين لأول مرة من السيدة ساجدة عام 1962 وهي التي أعطته ابنيه قصي وعدي وبناته الثلاث رنا ورغد وحلا.
ورغم أن صدام حسين أعاد الزواج في عز الحرب العراقية الايرانية عام 1986 من سميرة شاهيندر صافي وهي من عائلة عراقية عريقة وتوّج الزواج بابن سماه "عليا" إلا أنه لم يطلّق زوجته الاولى، وتبدو قسوة صدام حسين في حادثة قتله لزوجي ابنتيه، حيث أن رغد ورنا تزوجتا من شقيقين يدعيان "صدام وحسين" من أبناء أخوالهما، ولكنهما انتقدا والد زوجتيهما وهربا إلى الخارج، وبعد فترة منحهما صدام حسين عفوا رئاسيا وسمح لهما بالدخول وبمجرد أن وصلا العراق حتى قتلهما في مشهد مروّع أرعب كل العراق، وعلم العراقيون أن الذي يقتل صهريه لن يجد حرجا في قتل كل العراقيين، بينما نجت ابنته حلا من هذا المصير لأنها تزوجت من سلطان هاشم الذي تم تعيينه وزيرا للدفاع. حياة صدام الذي تولّى الرئاسة عام 1979 لم تخرج عن الحروب، لأجل ذلك بقيت حياته الخاصة من الأسرار، ولكن مقتل ابنيه قصي وعدي في جوان 2003 من القوات الأمريكية اعتبر مشهدا مروعا، وبقي لصدام الآن زوجتين أرملتين، وثلاث بنات وابن واحد يعيشون بأسماء مستعارة في بلدان أخرى ولا يُطرح إطلاقا إمكانية عودتها إلى موطنهم العراق، حيث أن رغد الأرملة تعيش في الأردن بينما فضلت شقيقتها الأرملة أن تعيش مع أمها ساجدة في الدوحة، في الوقت الذي يقال أن رنا انتقلت من الأردن إلى اليمن.
ويبقى اللغز الكبير في زوجة صدام السيدة سميرة التي يٌقال إنه طلقها وتنفي هي خاصة أنها عاشت وهو في السلطة في باريس عندما منحها رفقة ابنها خمسة ملايين دولار وكمية من الذهب قبل أن تستقر مع ابنها في لبنان، حيث أن جواز سفرها صار يحمل اسما مستعارا هو خديجة ويحمل جواز سفر ابنها اسم الحسين ولقب أمه بدلا عن صدام حسين، ولم يحدث منذ سقوط صدام حسين وأن تعرضت عائلته للقتل أو محاولة فعل ذلك، وحتى الحكومات المتوالية على بغداد لم تطلب بتسليمهم وهم يعيشون على ذكرى والدهم مع نهاية كل عام ميلادي ومع حلول كل عيد أضحى هجري أي أن الأمريكان تمكنوا باختيارهم الدقيق ليوم قتل صدام حسين من أن يجعلوا ذكرى شنقه مناسبتين لا يمكن نسيانهما بالنسبة للمسلمين والمسيحيين سواء..
وزير الخارجية العراقي الأسبق يؤكد دس مادة "الثاليوم"
هل قتل صدام حسين هواري بومدين ومحمد بن يحيى؟
شاءت الأقدار ألا يفصل بين تاريخ وفاة الرئيس الجزائري هواري بومدين وتاريخ إعدام الرئيس العراقي صدام حسين إلا ثلاثة أيام. وترجع مع ذكرى رحيل الزعيمين العربيين موجة من الأسئلة التي لم تجد الإجابات الشافية والكافية لحد الساعة، أهمها مدى صحة التصريحات التي تحمّل صدام مسؤولية مرض بومدين ثم وفاته. فإضافة إلى تصريحات دمشق واتهامها لصدام حسين، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية العراقية الأسبق حامد الجبوري، عن قيام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين باغتيال الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين في عام 1978 ووزير خارجيته محمد بن يحيى في العام 1982 .
وكان الجبوري قد كشف عن دس مادة "الثاليوم" لبومدين خلال زيارته لبغداد صيف 1978، حيث بدت عليه أعراض مرض غريب بعد ساعات على مغادرته بغداد، وتحديدا حين توقف في دمشق للاجتماع مع القيادة السورية.
وأضاف، إنه لم يفهم ما الذي حصل لبومدين إلا بعد أن قتل ضابط عراقي برتبة فريق بالطريقة نفسها، وكانت الأعراض التي ظهرت عليه مشابهة للأعراض نفسها التي ظهرت على بومدين، وتحديدا اهتراء الجلد وتحول العظم إلى مادة هشة تتحطم بمجرد تعرض جسد الضحية إلى لطمة ولو خفيفة جدا. وفيما يتعلق بوزير الخارجية الجزائري محمد بن يحيى، قال الجبوري لبرنامج "شاهد على العصر" على قناة الجزيرة إن طائرته المدنية أسقطت شمال العراق، بالقرب من الحدود الإيرانية، في 4 ماي 1982 بصاروخ أطلقته طائرة مقاتلة عراقية. وكان الغرض من إسقاط طائرته قرب الحدود الإيرانية هو اتهام إيران بالجريمة. إلا أن الجزائر -حسبه- حصلت على بقايا الصاروخ الذي أكد السوفييت أن رقم التصنيع الموجود عليه يؤكد أنه بيع من قبل الاتحاد السوفييتي للعراق ضمن صفقة سلاح.
وقد حمل وزير النقل الجزائري ملف التحقيق الذي أجرته حكومته بالتعاون مع السوفييت ووضعه بين يدي صدام حسين الذي استلم الملف بعد أن شرح له الوزير الجزائري مضمونه، لكنه لم يعلق بحرف واحد على الأمر.
أطلق أسماء وهران وقسنطينة والشهداء على منشآت في بغداد
هذه نصيحة صدام حسين للشاذلي بخصوص الفيس؟
بن بلة بقي مع صدام في قصف عاصفة الصحراء
قد يكون صدام حسين أخذ نظرة عدائية ضد الجزائر عندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 خاصة أن الجزائر عكس دول الخليج العربي ومصر وتونس والمغرب أبانت شبه تعاطف مع الثورة الإسلامية وأرسلت وفودا بالجملة بقيادة الراحل نايت بلقاسم لمقابلة الإمام آية الله الخميني، ولم يعجبها تمزيق صدام حسين معاهدة التصالح التي وقّعها بنفسه مع شاه إيران في الجزائر عام 1975 بحضور الرئيس الراحل هواري بومدين، وكانت العراق تطلب من الجزائر أن تسمي الحرب الإيرانية العراقية وليس العراقية الإيرانية، بينما بقيت الجزائر تقرن كلمة الحرب بالعراق أولا.
ولكن صدام حسين وعلى بعد أيام من عاصفة الصحراء التي أخرجته من الكويت عاد ليعتبر الجزائر ومشاهيرها وحتى معارضتها من أقرب البلدان إلى قلبه حيث استقبل كل الأطياف السياسية بما فيها علي بلحاج والشيخ عبد الله حموش وموفدي الشاذلي بن جديد بقيادة بشير بومعزة، وعندما انطلق القصف الأمريكي في عاصفة الصحراء لم يجد الراحل صدام حسين من أنيس سوى الراحل أحمد بن بلة الذي بقي في العراق في أكثر الأيام حرجا تحت سقف واحد مع صدام حسين، وقال بن بلة إن حلمه أن يستشهد في بغداد، وكانت الإذاعة العراقية تقدم أغنية محمد المازوني "ازدم ازدم يا صدام، احنا معاك للأمام" كل هذه الظروف جعلت صدام حسين الذي هاجم كل الأنظمة العربية يستثني الجزائر، وإذا لم يقل عنها خيرا فإنه لم يذكرها أيضا بشر، خاصة انه علم أن الكثير من الجزائريين اطلقوا على مواليدهم في زمن عاصفة الصحراء وأم المعارك اسم صدام حسين ومنهم اللاعب الدولي السابق علي بن الشيخ الذي بلغ ابنه الآن 21 سنة، وعندما حاصره العالم ومنحته الأمم المتحدة فرصة التعامل مع بلد واحد تجاريا خاصة في قضية الغذاء والدواء منح الضوء الأخضر للجزائر فقط التي أرسلت في عهد عبد العزيز بوتفليقة وفدا اقتصاديا في ربيع 2002 قاده وزير الصناعات السابق عبد المجيد مناصرة كجرعة أوكسجين بموافقة صدام حسين، الذي كان يطلق على شوارع بغداد والبصرة أسماء جزائرية مثل شارع قسنطينة وشارع وهران كما أطلق أسماء زبانة وبن باديس وعبد القادر على الكثير من الدور الثقافية بالخصوص.
صدام حسين لم يقم بأي زيارة للجزائر ولم يستقبل أي رئيس جزائري في بغداد وهو رئيس دولة، خاصة أنه منذ عام 1980 وهو منشغل بالحروب ومنها الحرب الإيرانية العراقية التي أودت بحياة وزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحيى في حادثة سقوط الطائرة المعروفة، وخلال تواجدنا في العراق عام 2002 أخبرنا أحد ديبلوماسيي البعثة الجزائرية هناك، أن صدام حسين عندما اندلعت أحداث العنف في الجزائر اتصل بالشاذلي بن جديد واقترح عليه المخطط الصدامي في منطقة التواجد الشيعي، وهو ما رفضه الشاذلي، بينما شرح صدام حسين للديبلوماسيين الجزائريين، قائلا إن الشاذلي أخطأ عندما سمح لأحزاب دينية وعِرقية بالظهور ولا يمكنه أن يصحح خطأه إلا بمجزرة واحدة يتفادى بها الكثير من المجازر؟
التقى صدام حسين بأربعة رؤساء جزائريين هم أحمد بن بلة وهواري بومدين والشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة، ولكن غالبيتهم عندما كان نائبا للرئيس بكر، وعلى هامش لقاءات عربية، وقال مرة في أحد خطاباته في زمن الحصار أنه لا يوجد في العالم إلا القلة من الشعوب الثائرة وسمى العراق والجزائر وفيتنام .. وفقط.
كومندوس من 22 فردا لتنفيذ عملية اغتياله في جنازة أحد أقاربه
هكذا خططت اسرائيل لقطع رأس صدام ونقله الى تل أبيب!
تعود ذكرى رحيل الزعيم العراقي السابق صدام حسين وتتكشف معها المزيد من الأسرار، هذه المرة بشهادة "سرية" من داخل اسرائيل، عبر كتاب يروي "فشل عملية اغتيال صدام وقطع رأسه، ثم السفر به نحو تل أبيب"!
في هذا الصدد، كشفت أمس جريدة "صنداي تايمز" البريطانية تفاصيل العملية الفاشلة التي خططت لها اسرائيل من أجل اغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين اثناء مشاركته في جنازة أحد أقاربه عام 1992. وقالت الصحيفة أن رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها اسحاق رابين أمر بإلغاء العملية بعد الفشل الذريع الذي مني به أفراد الكومندوس المكلف بها.
الكتاب ألّفه عمري ازينهايم تحت عنوان "فشل العملية الاسرائيلية لاغتيال صدام" يوضح أن مجموعة مكونة من 22 من خيرة جنود القوات الخاصة الاسرائيلية، كان من المفترض أن تتوجه إلى جنازة عم الرئيس العراقي السابق "خير الله طلفاح" بعضهم متنكر في زيّ النساء على أمل أن يقوموا بإرسال اشارة لاسلكية فور وصول صدام تقوم على اثرها مجموعة أخرى متمركزة في موقع قريب بإطلاق صاروخين من طراز تموز المضاد للدروع على موقع الجنازة لاغتيال صدام حسين. وفي حال مقتل صدام بالهجوم الصاروخي، كانت الأوامر تقضي بفرار الجنود على مجموعات ليتجمعوا في موقع واحد وتنقلهم مروحيتان من طراز سيكورسكي مع إعادتهم إلى اسرائيل، أما في حال نجاته من القصف، فتقوم مجموعة أخرى من الجنود المندسين بين النساء في الجنازة بمهاجمة صدام بالأسلحة المتطورة وقتله وقطع رأسه واصطحابه إلى تل ابيب.
ويوضح الكتاب ان التخطيط للعملية بدأ فور حصول الموساد على معلومات مؤكدة ان خير الله طلفاح، عم الرئيس السابق، قد اشتد به المرض وانه لا بد ان يدفن في مقبرة تابعة للأسرة قرب تكريت، كما انه يرتبط بعلاقة قوية مع الرئيس وبالتالي استنتجوا انه لا بد ان يحضر جنازته. وأثناء عملية التدريب الأخيرة على العملية في صحراء النقب بحضور ايهود باراك، حدث خطأ كبير من طرف الجنود، حيث قام هؤلاء بإطلاق صاروخين فعلا على زملائهم المشاركين في التدريب ليسقط 5 قتلى و6 مصابين. وينقل الكتاب عن أحد الشهود ان باراك قال بمجرد رؤيته انطلاق الصاروخين "رباه ماذا فعلت"، وهو نفس التعبير الذي قاله باراك لإسحاق رابين الذي كان غاضبا جدا لدرجة انه قال "كيف سمحت لكم ببدء هذا الأمر".. وانتهت العملية التي لم تبدأ أصلا!
عضو القيادة القومية لحزب البعث الدكتور أحمد شوتري يروي ل"الشروق" شهادته عن عراق صدام حسين/الحلقة الأولى
كنت في نفس المرتبة الحزبية مع صدام وعزت إبراهيم.. وكنت أحس بوزن الجزائر ورائي
الدكتور أحمد شوتري، جزائري اعتلى أعلى المناصب في حزب البعث العربي الاشتراكي (جناح العراق)، فنال عضوية القيادة القومية، وهي أعلى هيئة قيادية في الحزب، واستوى في الرتبة الحزبية مع الرئيس صدام حسين، الذي اشتغل معه 10 سنوات في بغداد، ويتحدث الأستاذ في كلية العلوم السياسية والإعلام، بجامعة الجزائر، في شهادته التي تنشرها "الشروق" على حلقات، عن قصته مع "عراق صدام حسين"، ويعرض مشاهداته هناك، كما يكشف عديد الأسرار المتعلقة بتلك المرحلة المفصلية من تاريخ العراق والمنطقة العربية، وهي المرحلة التي انتهت بدخول الاحتلال الأمريكي إلى العراق في العام 2003، كما يتحدث الدكتور شوتري، عن الحرب العراقية الإيرانية، وغزو الكويت، وراهن الحالة العراقية، ومسائل أخرى عديدة.
*نبدأ بقصتكم مع البعث كيف التحقتم بهذا الحزب، وتدرجتم في المسؤوليات، إلى أن وصلتم إلى أعلى مرتبة في هرم البعث وهي عضوية القيادة القومية؟
-انتسبت إلى البعث وأنا في الثانوية ومرشح للباكالوريا في العام 1973، لأن خلايا البعث موجودة في الجزائر قبل الثورة، وعند قيامها انخرطت في جبهة التحرير الوطني.
وفي العام 1992 انتخبت في عضوية القيادة القومية، كنا 6 أو 7 جزائريين، اعتذر عن ذكر أسمائهم، لأننا غير معترف بنا في الجزائر، ومع ذلك فهم نشطون حاليا. وصرت ممن يديرون القيادة العربية، وأنوه هنا أننا لسنا تابعين للعراق، بل العراق هو التابع لنا أي للبعث.
أول لقاء لي بصدام كان في مؤتمر 1992، حيث استدعينا لبغداد من دون إطلاعنا أن ثمة مؤتمرا سيعقد، فبلغنا الشهيد صدام بذلك يومين فقط قبل انعقاده، ولما جاء المؤتمر، انتخبت في القيادة القومية، التي تضم 10 أعضاء، ستة عرب بينهم جزائري (الدكتور شوتري)، سودانيان، سوري، لبناني، ويمني وأربعة عراقيين هم الرئيس صدام، عزت إبراهيم الدوري، طارق عزيز وطه ياسين رمضان. وحللت ثالثا من حيث عدد الأصوات بعد الشهيد صدام حسين وعزت إبراهيم، اللذين حصلا على نسبة 100 بالمائة، في حين حصلت أنا على ناقص أربعة، رغم أن غالبية المشاركين في المؤتمر، لا يعرفونني لكن كان لوزن الجزائر وثورتها دوره وكنت أحس بوزن الجزائر ورائي.
*ما هي الأدوار والمهام التي كنتم تؤدونها من موقعكم في قيادة الحزب وهل كنتم تشاركون في صنع القرار؟
-صدام عملت معه 10 سنوات، ومن الصعب العمل معه، عملت معه في قيادة الحزب، وكنت في مكتب الثقافة والإعلام، دوره التنظير، مثلا في مؤتمر 1992 أوصى بمعالجة 18 نقطة، طالب القيادة القادمة بالإجابة عنها، كنا نخصص اجتماعا لكل نقطة، ونصدر كراسة بخصوصها، وآخر نقطة خصصنا لها اجتماعا يوم الجمعة، رغم أنه يوم عطلة، فصدام يلزمك بالعمل في العطل في الليل كما في النهار.
آخر نقطة طرحها المؤتمر، من بين النقاط ال 12 كانت العلاقة مع الدول، بعد اختفاء الثنائية القطبية، فعقدنا بشأنها اجتماعا دام 10 ساعات، فبما أن صدام يحترم التخصصات، فقد منح الكلمة للسيد طارق عزيز، الذي قال إن العراق انفتح على العديد من الدول، لكن عندما حدث العدوان الثلاثيني (حرب الخليج الثانية 1991)، خانتنا، فينبغي مراجعة علاقاتنا معها. ولما أنهى طارق كلمته، طلبت الكلمة، فأعطانيها الرئيس صدام، وقلت أنا موافق على كلام الأستاذ طارق، لكنه لم يعط الحل، فهناك دول الجوار العربي، ينبغي الإبقاء على العلاقات معها، أيا كانت مواقفها، وعلينا العمل على أساس المصلحة، والتوجه نحو القوى الناهضة، في آسيا هناك الهند، الصين وأندونيسيا، وفي إٍفريقيا هناك نيجيريا، وفي أمريكا اللاتينية، هناك البرازيل والأرجنتين، فتكلم الأستاذ طارق، وقال الهند علاقاتنا معها قديمة، لكنها في 1991 خانتنا، وسمحت للطائرات الأمريكية بالتزود بالوقود في أراضيها.
وعقبت أنا قائلا إن الهند تعود علاقاتها بالعرب إلى ما قبل الإسلام، ولا يمكن تحميلها وزر شاب قليل الخبرة مثل راجيف غاندي. فأمّن الرئيس على كلامي وقال إن ما ذكره أحمد صحيح، وطلب تغيير سفير العراق بالهند، وعين شخصا يعرف الهند جيدا، ونجح في تحسين العلاقات معها.
بعد الاحتلال التقيت ذلك الدبلوماسي، سألته عن سر نجاحه، فقال لي إن الهندوس، ولاءهم المطلق، لشيخ طائفتهم، ولديهم تنظيم يشبه الكشافة، يربي النشء على مبادئ الطائفة، ورئيس الوزراء وقتها انتسب في صباه لذلك التنظيم، فتقربت من كبير رجال الدين الهندوس المعروفين بالبراهمة، فقربني منه، وقال لي إن احتجت شيئا من رئيس الوزراء فاطلبه مني، وأنا سأحضره إليك هنا، وفعلا التقيته في بيته، وتطورت العلاقات واستفدنا كثيرا منها.
وسردت هذه الواقعة، لأسوقها كمثال نشاطنا وعن طريقة إدارة صدام للاجتماعات، وكان يحدث أن نكون ثلاثة أو أربعة نرفع أيدينا طالبين الكلمة، فيعطينيها صدام، ويقول أفسحوا الكلمة لأحمد، فهو يمثل جيلا غير جيلكم، لأني كنت أصغرهم سنا، وخبرة غير خبرتكم.
*ما فحوى تلك الرسائل التي كانت تردك؟
-والله معلومات، مثلا لو حدث شيء في بلد ما، ووردت أنباؤه إلى الدولة العراقية، يرسل إلينا للاطلاع. كما أنه كان يرسل لنا خطبه لإبداء الرأي فيها، من كل الجوانب اللغوية والسياسية وغيرها، وحدث أن كنت أعلق عليها بالكامل. مرة في خطابه بمناسبة ذكرى الانتصار على إيران، في 1996 على ما أظن، أرسل إلي نسخة من خطابه، فلم يعجبني جملة وتفصيلا، كتبت له ملاحظة "إذا أردتم أن يكون الخطاب هكذا فليس لدي ما أقول، وإن أردتم رأيي فإنه ليس خطابا للمناسبة، فإيران لا زالت تتدخل في شؤون العراق، ولا زالت تحتجز 18 ألف أسير عراقي، ماذا نقول لأهلهم إذا سمعوا خطابكم، ووجدوا أنك لم تأت على ذكرهم، بل ربما أن أحد الأسرى يسمع خطابك. كما أن إيران لا تزال تحتجز 150 طائرة عراقية، أودعت لديها في1991، وترفض إعادتها. ولما أطلع على هذه الملاحظات، مزق الخطاب، وكتب آخر أخذ فيه بعين الاعتبار تلك الملاحظات وزاد عليها، والتقيته بعد إلقائه الخطاب، لما ذهبت إليه مهنئا بعيد الانتصار، فقال لي مبتسما "هل أعجبك الخطاب؟ والله لما كتبته أول مرة كنت في غاية التعب، فبارك الله فيك لأنك نبهتني". وقتها كان الرئيس الإيراني خاتمي يحضر لمؤتمر قمة إسلامي، وخاف من التشويش العراقي على هذا المؤتمر، بسبب قضية الأسرى، فلما سمع الإيرانيون الخطاب، بادروا بعد ساعة واحدة بالاتصال بالعراقيين، عارضين تسوية نهائية لملف الأسرى، وطلبوا إرسال وفد عراقي عالي المستوى لهذا الغرض. فأرسل الجانب العراقي نائب الرئيس طه ياسين رمضان، وعاد ومعه الأسرى.
*على ذكر الحرب العراقية الإيرانية، كثيرون يرون أنها كانت حربا بالوكالة خاضها صدام لمصلحة الغرب، وأنه هو من استعدى إيران وبادر بشن الحرب، التي أضرت بكلا الطرفين وصبت في مصلحة الغرب وإسرائيل، ما رأيكم في هذا الطرح؟
-هذه قراءة إيرانية، ورأي أشخاص غير مطلعين أو في قلوبهم مرض، الحقيقة موثقة في مئات الرسائل الموجهة من العراق إلى الأمم المتحدة، التي تحمل شكاوى من الاعتداءات الإيرانية. وحتى دي كويلار لما أصدر لائحة تثبت أن العراق هو من بادر بالحرب، كان ذلك في إطار صفقة مع إيران، حيث كان تحت ضغط من حزب الله، الذي كان يحتجز رهائن غربيين، واشترط إدانة العراق مقابل الإفراج عنهم.
الخميني نفسه جاء به الغرب، كيف لفرنسا أن تستقبل نكرة ركب الثورة مثل الخميني، الثورة فجرها الشيوعيون و"مجاهدو خلق" والنقابات، وهو ركبها. فرنسا أنزلته في قصر نابليون وخصصت لحراسته ألف عنصر من نخبة الشرطة، وفتحت له أبواب الإعلام، وثبت أن خطاباته التي كانت توزع آلاف من نسخها بإيران، كانت تقوم بتوزيعها السفارة الأمريكية في طهران.
*لكن كيف تشجع أمريكا والغرب الثورة ضد الشاه وهو حليفها؟
-الشاه حصل له ما حصل لمبارك في مصر، انتهى دوره وصارت الثورة حتمية في إيران، فركبها الغرب حتى يتحكم فيها، مثلما يركب الآن الثورات العربية. وقد جيء بالخميني لتدمير العراق، وقد شن الحرب على العراق حتى قبل مغادرته باريس، وله تصريحات موثقة يهاجم فيها العراقيين ويسبهم، ولما صار يحكم إيران وجه له صدام رسالة تهنئة فلم يرد عليها، بل وجه رسالة عبر الصحف إلى صهره باقر الصدر، يقول له "لا تغادر العراق فأنت ستصبح حاكما لها في المستقبل". كل هذا رغم أنه عاش تحت حماية صدام في العراق طيلة 20 سنة.
كما حرك الإيرانيون جاليتهم بالعراق، وتعدادها ربع مليون، فصارت تقوم بأعمال تخريبية وتحريضية، مثل تفجير الجامعة المستنصرية، وإلقاء قنابل على مشيعي ضحايا التفجير، حيث أصيب يومها طارق عزيز.
*البعض يجعل تاريخ بدء الحرب يوم 22 سبتمبر، أي تاريخ الهجوم العراقي الكاسح على إيران، لكن الجانب العراقي ظل يحتفظ بطيار إيراني أسره بعد إسقاط طائرته فوق بغداد، يوم 18 سبتمبر، ألا يعتبر الهجوم الجوي على بغداد إعلان حرب؟
-كل هذا دون الحديث عن باقي الاعتداءات والتحرشات الموثقة، كما أن العراق بادر إلى طلب وقف إطلاق النار خلال الأسبوع الأول من الحرب، لكن إيران رفضت، وظلت ترفض إلى أن ركعت واستسلمت.
*لكن ثمة من يقول عن العراق لم ينتصر في الحرب ولا إيران، أي لا منتصر لا منهزم؟
-بل العراق انتصر، لأنه كبد الإيرانيين خسائر هائلة، وأبعد عن نفسه أذاهم، ورفسنجاني نفسه، روى كيف أنه ذهب للخميني وقال له نحن أمام هزيمة حقيقة، ولا بد من قبول وقف إطلاق النار، فطلب الخميني قادة الجيش، فقالوا له نفس الكلام، حينها أذعن ووافق على وقف إطلاق النار
وقال عباراته الشهيرة: "وددت لو تجرعت كأس السم، ولم أقبل وقف إطلاق النار".
*ما معلوماتكم عن مشاركة الجزائريين في تلك الحرب؟
-هناك جزائريون شاركوا في تلك الحرب مع الجانبين، فقد تم تجنيد جزائريين للقتال على جانب إيران، والدولة الجزائرية كانت تعرف ذلك، فقد كان للإيرانيين ناسهم هنا، وهؤلاء المجندون جرى تدريبهم في ليبيا وسوريا، وشاركوا في الحرب من منطلقات إيديولوجية ظنا منهم أن ما حصل في إيران ثورة إسلامية، فقد غُرر بهم.
كما هناك من شارك مع الجانب العراقي، أنا أعرف مثلا طبيبا جزائريا من الشلف، وكان يقيم بكندا وتطوع للدفاع عن العراق، وتم أسره في عام 1982، ولم يطلق سراحه إلا في 1998. والتقيته وروى لي عجائب عما تعرض له هو وباقي الأسرى من تعذيب وإهانات وتجويع وحرمان من النوم وغيرها. ولما أطلق سراحه كرّمه صدام حسين، أعطاه رتبة عسكرية رمزية، تم على أساسها احتساب تعويض مالي معتبر له عن سنين الأسر. وسجل في الماجسيتر وظل في العراق حتى حلول الغزو في 2003.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.