أكد مشاركون في لقاء احتضنته العاصمة الاسبانية مدريد ،مساء أمس الخميس،أن مدينة العرائش قدمت خلال النصف الثاني من القرن 20 نموذجا ساطعا "للتعايش المنسجم" ما بين أتباع الديانات السماوية الثلاث. وشكلت هذه المائدة المستديرة حول موضوع "العرائش، مدينة اللوكوس" مناسبة للمشاركين لعرض رؤيتهم حول هذه المرحلة من تاريخ المدينة ومكانتها في الذاكرة، خاصة الإسبان وأفراد الطائفة اليهودية الذين عاشوا بهذه المدينة. ووصفت لويز ماريا كازورلا وهي قانونية وكاتبة إسبانية، في هذا اللقاء أن هذه الفترة من تاريخ مدينة العرائش ،ملتقى الديانات والثقافات، ب"المرحلة الذهبية". واسترجعت مؤلفة كتاب (لا ثيوداد ديل لوكوس) أو (مدينة لوكوس) السيدة كازورلا التي رأت النور بمدينة العرائش العديد من ذكريات طفولتها ومراهقتها ، في شهادة حول التسامح الديني والتعايش المنسجم الذي ساد في هذه المدينة. ومن جانب آخر، أوضح الكاتب الإسباني سيرجو بارس مؤلف (إيلتامس نوتيسياس دو لاراش) (آخر أخبار العرائش) بأن هذه المدينة المغربية كانت "فضاء متعدد الثقافات بامتياز" حيث يتعايش المسلمون والمسيحيون واليهود في انسجام. وأبرز بارس وهو أيضا من مواليد العرائش أن أتباع الديانات الثلاث يتقاسمون بكل ود لحظات الفرح خلال الأعياد الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية . ولاحظ رئيس الطائفة اليهودية بمدريد، سامويل بنجيو بأن هذه المرحلة التاريخية بالعرائش تميزت بغياب أي نقاش مثير للانقسام وب"تعايش مثير للاحترام" ما بين المغاربة اليهود والمسيحيين. وأوضح بونغيو الذي ازداد بطنجة أهمية الروابط التجارية التي كانت تجمع ما بين الديانات الثلاث. وخلال هذا اللقاء أعلنت الفنانة الإسبانية غابريلا غريش عن معرض الصور الفتوغرافية الذي يحمل عنوان "العرائش ما بين الحاضر والذاكرة" الذي سيقدم قريبا للجمهور. ويقدم هذا المعرض مجموعة صور لمدينة العرائش في المرحلة الاستعمارية وصور أخرى من المرحلة الراهنة، مع مقارنة ما بين الوضع الحالي والماضي للمواقع التي تم تصويرها. وقد نظمت المائدة المستديرة من قبل "كازا سيفاراد" (دار السفردين) وهي مؤسسة تابعة لوزارة الشؤون الخارجية و التعاون الإسبانية.