والجور لا يرفعه الدعاءُ العدل لا تمطره السماءُ 1 والحق لا يسانده البكاءُ و الظلم لا يغالبه نحيبٌ 2 وكل الخلائق طين و ماءُ وخلق الله أصلهم سواءٌ 3 فنفس الحُرّ يجرحها انحناءُ فلا تسجد ولا تركع لعبدٍ 4 فبطش الناس غايته الفناءُ ولا ترضخ مُهانا خوفَ بطشٍ 5 وحكم الله شيمته البقاءُ وبطشُ الله ليس له مردٌّ 6 وغمضُ العين عن جورٍغباءُ وغضّ الطرف عن شرّ ضلالٌ 7 فعند الله حجتك البَراء ولا تسكت إذا انتُهِكت حقوقٌ 8 فصوت الحق لا ينهكه عياءُ وجاهِر بقول الحق واصْبِِِرْ 9 وعندك قدرةٌ وله رجاءُ ولا تخذلْ ضعيفا أو غريبا 10 فطبْعُ الأكرمين هو السخاءُ ولا تبخل بمال أو بعلمٍ 11 تلاقيك الضغينة و العداءُ وإن تسلُك دروب العنف جهلا 12 وبالأجزاء يكتمل البناءُ ولا تحقِرْمن المعروف شيئا 13 فعز النفس سومته غلاءُ ولا تمنحْ بمالٍ عزَّ نفسٍ 14 فلا بيعٌ في ضمير أو شراءُ وإذا المطامع في الأفق لاحَتْ 15 وملءُ فؤاده لهُمُ هجاءُ ويمدحُ مادحٌ قومًا لكسبٍ 16 فإن الغيَّ لا يُعوزه الذّكاءُ ولو نطق النفاقُ بحرفِ رُشدٍ 17 فإن الفسقَ ليس له حياءُ وإن لبسَ الظلامُ لَبُوسَ ضوءٍ 18 وكلّ كلامه عسلٌ صفاءُ وقد يبدو الخطيبُ وعاءَ علمٍ 19 إلى الإخلاص ليس له انتماءُ فتحسبه أبرَّ الناس لكنْ 20 وقد عَلقتْ بذِمَّته دماءُ وإنَّ فساده من شرِّ جِنْسٍ 21 و أوشك أن تعاقبه السماءُ إذا ما الرياء فَشََا بشعبٍ 22 ويُعقد للقراصنة اللواءُ وصار الجهل يعلو كل صوت 23 كحال السَّيل يعلوه الغثاءُ وأصبح للعصاة بهم ضجيجٌٍ 24 وقمْ أصلحْ ولو طفح الإناءُ فلا تحزَنْ ولا يغلِبْكَ يأسٌ 25 وهل يُجدي بلا شِسْعٍ حذاءُ وقمْ أصلِح ولو مقدارَ شِسْعٍ 26 فلن يصنعَ التاريخَ انزواءُ ولا تخلُد لزُهدٍ طولَ دهرٍ 27 طبيعته الخُمولُ و الارتخاءُ ولن يُنجزَ التغييرَ عقلٌ 28 وعهد المكر يُخطِئه الوفاءُ وعهد المخلصين يُبَرّ دوما 29 ويسخَرُ من مذلتك المساءُ فيبصرُكَ الصباحُ عزيزَ قومٍ 30 فهل يأسى لوحشتك الشتاءُ ويلقاك المصيفُ أُنيسَ صَحْبٍ 31 فنارالغش تخشاها الدلاءُ ولو تطفئُ النارَ قِرابُماءٍ 32 وحبّ المال ليس له شفاءُ وكلّ عليلة تُشفى بطبٍّ 33 عبيدٌ لسلطتهأو إماءُ تبايعه القلوب ولا تبالي 34 وذو العُجبٍ لا يعجبه نداءُ وذو الكِبْر لا يُصغي لنصحٍ 35 إذن تسعى لتأسرهم نساءُ وعشقُ الحُكم إذ يُطغِي رجالا 36 و تُغريه البطانة والثناءُ ومن يرفضْ سماع النقد أصلا 37 و يغلبه التضايق والجفاءُ و يصبح هائما بالمدح عبدًا 38 وَأخٌْذ بالمشورة و اهتداءُ فإن محاسن الحكماءِ سمعٌ 39 وسَمْتُهُمُ التواضع و الحياءُ وطبع ذوي الألباب رفقٌ 40 أساسُ نجاحهنَعَمٌ ولاءُ وحقل الفكر بالأضداد ينمو 41 فما ضاقت بأنجُمها سماءُ فلا تُلبِِسْ لذي علمٍ لجاماً 42 فإن رقابة الآراء داءُ ولا تجعلْ على صحفٍ رقيبا 43 بضاعته السخافة والغباءُ ولو تسلَّلَ للإعلام رهٌْط 44 وداخلُ عقله قَفرٌ خلاءُ فلا تعجبْ إذا صادفت جسما 45 ووعي بالحضارة و ارتقاءُ فإن رسالة الإعلام نبلٌ 46 يُلاذ بقسطه وبه احتماء وإن الأمنَ كلَّ الأمنِ عدلٌ 47 ذوو ضعفٍ لديهِ وأقوياءُ ورمز القسط قاضٍ قد تساوى 48 أخو فقر لديهِ وأغنياءُ ورمز القسط ميزانٌ تساوى 49 وإن فسدَ القضاء فما العزاءُ فإن صلُحَ القضاء فنمْ قريرا 50 سلاحهم الخراب والاعتداءُ وإن وَهَنَ القضاة طغى طغاةٌ 51 ويدركُ ميمًا واوٌ ثم تاءُ مهما تعش يباغتك ميمٌ 52 وبعد ذاك القافِ باءٌ وراءُ ويضمُمْك بعد التاء قافٌ 53 فلم يُعجِزِ الحتفَ الإخاءُ وكنتَ مؤازَرا بأخ وأختٍ 54 فيومَ الفصلٍ يُعوزك الكساءُ و إنْ يكنِ الحرير كساءَ عُمْرٍ 55 فيوم الحشر يدميك الحفاءُ َ وإنْ تلبَسْ لعيشك ألف نعل 56 بقول الصدق أوصى أنبياءُ بِقولِ الصدقِ أوصى أتقياءٌ 57 يعش ضنكا و يرهقه العناءُ ومن يُعرض عن القرآن جهلا 58 ونور الله ليس له انطفاء ومن يلجأ لنور الله يُفلِحْ 59