فوجئ المشاركون في ندوة "الحكامة السياسية" التي نظمتها جمعية مهندسي القناطر بالرباط بأسلوب الحوار عند زعيم حزب العدالة والتنمية السيد عبد الإله بنكيران ,الذي لم يتقبل الانتقادات التي وجهها له أحد الشباب المنتمين لحزب سياسي لا يشاطر أتباع بنكيران خيارهم السياسي فما كان من الشيخ بنكيران إلا أن قاطع الشاب واصفا آراءه بالوقاحة . موقف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية كان يمكن للحضور ان يتفهمه لو لم يكن الشاب المتدخل مشارك يمثل حزب سياسي في ندوة هدفها الأساسي هو الاستماع لتصورات ستة أحزاب سياسية وازنة في تدبير مرحلة التحضير للانتخابات المقبلة من جهة وحث الشباب على المشاركة في هذه المرحلة الحاسمة في الإصلاحات الدستورية والسياسية التي وضع خطوطها العريضة خطاب تاسع مارس ورسمها الدستور الجديد من خلال مقتضيات ترسخ أسس الممارسة الديمقراطية ببلادنا . كان الحضور ينتظر من السيد بنكيران أن يستقبل انتقادات هذا الشاب بصدر رحب ويرد عليها بأسلوب حوار ديمقراطي يعترف بالخطأ ويصحح ان كانت هناك هفوات في مواقف ذالك الشاب , الا الأمين العام لحزب المصباح فضل أسلوب الترفع عن الجواب والاكتفاء بوصف ما جاء في مداخلة الشاب بأنها وقاحة لا تستحق الرد . تصرف الأمين العام لحزب المصباح يكشف الوجه الأخر لحزب العدالة والتنمية الذي لا يتقبل النقد ولا الحوار الديمقراطي المبني على الاخد والرد في الخطاب في إطار من الاحترام المتبادل ،للراي وحرية التعبير. هذه الممارسات أيها المسؤول الحزبي هي التي تدفع الشباب الى العزوف على السياسة بل هذا الأسلوب في الحوار هو الذي يحول شباب في مقتبل العمر الى انسان آلي ((ربوت )) لا يناقش ولا يجادل بل ينفذ الأوامر بطاعة عمياء . إن ما لم يستوعبه حزب المصباح او ما يرفض أن يستوعبه هو أن أعلى سلطة في البلاد استجابت للحراك الشبابي وأعطت إشارات متعددة لكل الفاعلين الحزبين على مختلف توجهاتهم بالانفتاح على الشباب ، وذلك بتشجيعهم على العمل السياسي وفتح المجال لتا طيرهم وتأهيلهم لممارسة الشأن العام محليا وجهويا ووطنيا ، وحتى يتكرس ذالك على أرضية الواقع وضعت الدولة قواعد دستورية لإشراك الشباب في العمل التشريعي من خلال تخصيص نسبة من مقاعد مجلس النواب لفئة الشباب . الكثير من المشاركين في هذه الندوة استاءوا من تصرف زعيم حزب المصباح وأسلوب حواره المتعالي والقمعي في ان واحد ,فهذا الأسلوب لا يمت بصلة إلى الانفتاح الذي يصرح به بنكيران في الكثير من الملتقيات بل يعكس وبوضوح الوجه الأخر لصاحب حزب المصباح الذي لا يعرف الحوار والجدال إلا مع نفسه .