نجيم مزيان : دكتور في الحقوق خريج مختبر الحكامة والتنمية المستدامة بسطات ان نجاح الإدارة في تنفيذ السياسة المرسومة لها يتوقف إلى حد كبير على مدى حسن اختيارها للموظف الكفء وتعيينه في الوظيفة التي تتلاءم ومؤهلاته وقدراته واستعداداته بحيث "يفكر كل عقل في ميدانه الطبيعي وتعمل كل يد في حقلها المختص" وبالتالي يوضع الموظف المناسب في المكان المناسب والتاريخ خير شاهد على أن سوء اختيار الموظفين أدى حتما إلى إفساد الإدارة. ومما لاشك فيه ان غياب استراتيجية واضحة تحدد الإطار المرجعي للكفاءات والوظائف هي أهم إشكالية تعاني منها الإدارة المغربية في مجال تدبير الموارد البشرية إضافة إلى اقتصار التدبير على الجانب القانوني والتسيير اليومي للمشاكل التي تعرفها الإدارة على حساب التدبير الفعال المبني على منطق التدبير التوقعي والاستراتيجي للموارد البشرية. فلقد كانت المناصب في الماضي ينظر إليها كأنها غنيمة أو سلعة يمكن أن تورث أو أن تشترى وفي فترة لاحقة اصبحت الوظائف حكرا على فئات وطبقات معينة من المجتمع ثم عرفت عمليات الانتقاء تطورا ملحوظا حيث أن الفئات الأكثر حضوة في المجتمع لانتماءاتها الأسرية والسياسية هي التي تتسلق السلم الوظيفي بسرعة هائلة بغض النظر عن مؤهلاتها وكفاءتها. وما يؤسف له أن هذه الطرق لا زالت معروفة في وقتنا الحاضر في التعيين بجميع الوظائف داخل الدولة المغربية وهكذا تبدو ضرورة إبعاد النفوذ السياسي والتدخلات والمحسوبية عن عملية اختيار الموظفين واعتماد مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص أمام جميع المرشحين باعتبارها الأساس السليم الذي تقوم عليه الإدارة الناجحة واختيار الموظفين على أساس الجدارة والاستحقاق .