احتضنت قاعة الأنشطة بالمركب الرياضي والثقافي بسلوان، اليوم الإثنين 6 نونبر الجاري، مراسيم حفل الاستماع إلى الخطاب الملكي بمناسبة حلول الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، والذي وجهه الملك محمد السادس، مباشرة على القنوات المغربية. و ترأس باشا مدينة سلوان، حفل الاستماع للخطاب الملكي، بحضور رئيس جماعة سلوان والمنتخبين، وقائد المقاطعة الأولى، و قائد الدرك الملكي، وقائد القوات الملكية المساعدة، و عدة فعاليات في المجتمع المدني. وقد وجه، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مساء اليوم الإثنين، خطابا ساميا إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، استحضر في بدايته هذا الحدث العظيم مذكراً بأنه سيتم الاحتفال بعد أسابيع بالذكرى الستين لخطاب الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه، في محاميد الغزلان. وتساءل الملك، عن أسباب استحضار،هذين الحدثين التاريخيين، وما هو الرابط بينهما؟ قائلاً ''إن القاسم المشترك بينهما، هو العهد الموصول، الذي يجمع العرش بالشعب، حول وحدة الوطن، وفي مقدمتها الصحراء المغربية. فخطاب محاميد الغزلان التاريخي يحمل أكثر من دلالة. فقد شكل محطة بارزة في مسار استكمال الوحدة الترابية، وأكد حقيقة واحدة، لا يمكن لأي أحد إنكارها، هي مغربية الصحراء، وتشبث الشعب المغربي بأرضه‘‘. وأضاف العاهل المغربي ''فمباشرة بعد استقلال المغرب، وقبل تسجيل قضية الصحراء بالأمم المتحدة سنة 1963، وفي الوقت الذي لم تكن فيه أي مطالب بخصوص تحرير الصحراء، باستثناء المطالب المشروعة للمغرب، بل وقبل أن تحصل الجزائر على استقلالها، قبل كل هذا، أكد جدنا، آنذاك، الحقوق التاريخية والشرعية للمغرب في صحرائه، حين قال أمام ممثلي وشيوخ القبائل الصحراوية، الذين قدموا له البيعة:نعلن رسميا وعلانية، بأننا سنواصل العمل من أجل استرجاع صحرائنا، في إطار احترام حقوقنا التاريخية، وطبقا لإرادة سكانها...‘‘. فهذه الكلمات، في تلك الظرفية، أشار الملك محمد السادس، في خطابه إلى الأمة، أنها لا تحتاج إلى تأويل، ولا يمكن لأحد أن ينازع في مصداقيتها. فهي أكثر من التزام. بل هي ميثاق ظل يجمع العرش بالشعب. كما تؤكد بأن الصحراء كانت دائما مغربية، قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها، وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما كلفنا ذلك من تضحيات. وواصل ''ووفاء لهذا العهد المقدس، واستنادا على هذه الشرعية التاريخية والسياسية، أبدع والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه، المسيرة الخضراء، لاسترجاع أقاليمنا الجنوبية. وسيرا على نهج جدنا ووالدنا، وبعد تحرير الأرض، نواصل العمل، بنفس الالتزام، من أجل تكريم مواطنينا بهذه الأقاليم، والنهوض بتنميتها، وتحرير أبنائنا بالمخيمات، والإدماج الكامل لهذه المناطق ضمن الوطن الأم‘‘. وأبرز الجالس على عرش المملكة، أنه ومنذ أن تولى الحكم، عاهد الله، والشعب، على على بذل كل الجهود، من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للوطن، وتمكين أبناء الصحراء من ظروف العيش الحر الكريم. مضيفاً ''وقد كان نهجنا الثابت، هو التكامل والانسجام بين العمل الخارجي، للدفاع عن حقوقنا المشروعة، والجهود التنموية الداخلية، في إطار التضامن والإجماع الوطني‘‘.