حلت أمس الأحد الذكرى الثامنة لوفاة عالم المسقبليات المغربي الدكتور المهدي المنجرة الذي وافته المنية في 13 يونيو 2014، حيث خسر المغاربة والعالم العربي والإسلامي شخصية عظيمة وقامة فكرية وعلمية شكلت أيقونة للمعرفة والعلم سيذكرها التاريخ وتخلد مناقبها الأجيال . ذكرى رحيل العالم المغربي المهدي المنجرة لم تكن لتمر مرور الكرام لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذي أعادوا النبش في سيرة الرجل وتسليط الضوء على مسار حياته المليء بالأحداث والمواقف المساندة للمقهورين والمظلومين في كل أنحاء العالم، مع الإشادة بتبنيه للقضايا الفكرية والسياسية المساندة للفقراء والمستضعفين ومناهضته للعنف والإقصاء والتجبر والديكتاتورية والرأسمالية. اهتمام النشطاء بالقامة العلمية والمعرفية لعالم المستقبليات الراحل وإحيائهم للذكرى الثامنة لرحيله لم يقلبه بالمقابل نفس الاهتمام من طرف قنواتنا العمومية التي بخست الرجل حقه حيا وميتا وأصرت ككل سنة على تجاهل كل ماقدمه الراحل لوطنه بتجاهل سيرته والتنكر لمساره العلمي الحافل بالعطاء . المنجرة الذي رحل و في قلبه غصة و مرارة و ألم التجاهل والمنع و النكران يقابل تاريخه وإرثه الثقافي بمزيد من التهميش من طرف الإعلام العمومي والذي يفضل القائمون عليه إدارة ظهرهم لتاريخ الرجل الحافل وتجاهل محطاته النضالية والمعرفية التي جعلته أشهر من نار على علم في عديد الدول وعلى رأسها اليابان التي كان يحاضر في جامعاتها . المنجرة الذي عانى الجحود ولازال يعانيه رغم موته يظل أيقونة مغربية نادرة حيث ناضل الفقيد بفكره الثاقب وبوقته الثمين وبماله في سبيل الدفاع عن القيم والمبادئ والعروبة ومناهضة الاستبداد و والظلم والاستعمار ورحل في صمت دون أن يستفيد وطنه من علمه بسب الحصار الذي ضرب عليه والتهميش الذي طاله حتى بعد مماته . يشار إلى أن المهدي المنجرة، الذي ازداد بالرباط في 13 مارس 1933، أتم دراسته بالولايات المتحدةالأمريكية، وحصل على إجازة في الكيمياء والعلوم السياسية، كما تولى مهمة مدير الإذاعة والتلفزيون سنة 1954، إضافة إلى شغل عدة مناصب علمية رفيعة، وساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وحاز جوائز علمية وطنية ودولية كبرى. وتولى المنجرة رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية، وشغل عضوية العديد من المنظمات والأكاديميات الدولية، وعمل مستشارا ببعضها. وقد ألف المهدي المنجرة العديد من المقالات والدراسات في العلوم الاقتصادية والسوسيولوجيا ومختلف قضايا التنمية؛ وتبقى من أهم مؤلفاته "نظام الأممالمتحدة" (1973) و"من المهد إلى اللحد" (1981) و"الحرب الحضارية الأولى" (1991) و"حوار التواصل" (1996)، و" عولمة العولمة" (1999)، و"انتفاضات في زمن الذلقراطية" (2002) و"الإهانة في عهد الميغاإمبريالية" (2004)، و آخرها كتاب "قيمة القيم" (2007).