يبدو أن مخاطر توسع البنوك المغربية في إفريقيا لازالت في ارتفاع مستمر، في ظل التحذيرات المتتالية التي وجهتها العديد من المؤسسات الدولية، وآخرها وكالة التصنيف الائتماني "موديز"، التي نبهت، في تقرير حديث لها، إلى أن التوسع الكبير الذي استفادت منه الثلاثة أبناك الكبرى في المغرب، وحققت من خلاله مكاسب مالية كبيرة، لن يكون محسوب العواقب، بفعل المخاطر والتحديات المتساوية التي باتت تتربص بهذه البنوك. وفي تقييمها لمخاطر توسع الأبناك المغربية في إفريقيا، اعتبرت الوكالة الأمريكية المتخصصة في تصنيف الأوضاع المالية والاقتصادية للدول، أن مجازفة المصارف المغربية بتوسيع حضورها في القارة الإفريقية سيضعها في مواجهة تحديات كبيرة، في الوقت الذي لا تملك هذه البنوك قدرات كافية للتصدي لهذه المخاطر، كما من شأن هذا التوسع أن يهدد وضعها الائتماني. وحذرت وكالة "موديز" من أن توجه البنوك المغربية نحو القارة السمراء من شأنه أن يؤثر تأثيرا كبيرا على تصنيفات الجدوى المستقلة لكل من التجاري وفا بنك المغربي والبنك المغربي للتجارة الخارجية، لافتة إلى أن المصارف البنكية الثلاثة كان يمكن أن تجني أرباحا أكبر من فروعها في إفريقيا، لولا ارتفاع المخاطر في بعض المناطق، حيث أن بيئات التشغيل عادة ما تكون أكثر خطورة، مما يعرض أصول البنوك المغربية لمخاطر أكبر، وقد تكون المعايير التنظيمية أقل تطورا مما هي عليه في المغرب.