السي عمر: يتم استنطاقك اليوم الجمعة من طرف الفرقة الوطنية للدرك الملكي، (اللهم لاشماتة)، وهو موقف لم تكن تتوقع أبدا أن تكون تحت رحمته في يوم من الأيام، موقف شعرت فيه ب "الحكرة"، موقف تبخر فيه "الجيل" الذي تضعه على شعرك، موقف استرجعت فيه شريطا من الاحداث، موقف فكرت فيه في الاستقالة من رئاسة المجلس، موقف تذكرت فيه والدك رحمه الله، وماعانت منه صحته في البلدية قبل مماته، موقف تذكرت فيه الحاجة أمك حفظها الله، وهي تحذرك من هول البلدية وتقول لك: "ها السخط ها الرضى، أباك مات فيها"، موقف تذكرت فيه مناضلي حزب الاستقلال وسكان مدينة وجدة، موقف تذكرت فيه محيطك الذي يوشوش ويوسوس لك، موقف تذكرت فيه وسائل الإعلام ورجالاته، موقف تذكرتني فيه ككابوس يقض مضجعك، موقف وجدت فيه نفسك وحيدا رغم كل الإتصالات التي قمت بها وأخوك توفيق في كل الإتجاهات بحثا عمن ينقذك ولسان حالك يقول: "اني اتنفس تحت الماء اني اغرق اغرق اغرق .يا كل الحاضر والماضي يا عمر العمر هل تسمع صوتي القادم من تحت البحر ان كنت قوي اخرجني من هذا اليم فأ انا لا اعرف فن العوم"، موقف تذكرت فيه حدوش، وبكوش، واللي مافيدوش، واللي ماعندوش... كيف شعرت وأنت تجلس على ذلك الكرسي الخشبي؟ بما أحسست والأسئلة تنهال عليك يمينا وشمالا؟ إن الدركي الجالس أمامك لايملك عشر ثروتك ومصيرك بين يديه، والآلة الكاتبة التي تطقطق و"تحنش" لك المحضر، كم تشعر بها وهي قاسية عليك، وتتمناها لو تقول كلاما ينزل عليك بردا وسلاما... السي عمر، إنها فرصة تشعر بها بآهات الآخرين، وب"الحكرة" التي مارستها على بعضهم، وب "الوش" الذي ضحكت به على بعضهم، إنها فرصة تتذكر فيها أن وجدة عصية على الظالمين، إنها فرصة تتأكد فيها أنه "اللي احفر شي حفرة يطيح فيها". إنها فرصة تتذكر فيها أن الحساب يوم القيامة عسير. في خضم كل هذا الويل الذي تعيشه اليوم، مازلت تفكر في الوصفة الناجعة التي يجب أن تسلكها معي، وتبحث ومن معك عمن يزودني بمعطيات دقيقة وصحيحة عنك."حبوبة الوجه، حكيتها سال دمها، خليتها طال همها". فمهما يكن، يجب أن تتذكر شيئين مهمين: الأول أنني فجيجي، والثاني لدي صفتان: صحفي ومدير الفضاء الأمريكي، فلاتحاسب الموظف بما فعله الصحافي، ولاتجامله خوفا من الصحفي. أنت الرئيس وافعل ماشئت ولن تلق أنت إلا ماشئت أنا. أنا الصحافي لن أسكت ولن أتوقف إلا إذا رجعت عن غيك وصححت كل أخطائك. صوتي ليس لعبة بين يديك، وسمعتي ليست دخانا تنفثه في سيجارتك، وظهري ليس مطية لقضاء مآربك، وعرقي ليس بصاقا تطأ عليه بقدمك... رأيتك بالبرازيل في منامي، واليوم أراك بكاليفورنيا، وبين الفضاء الأمريكي بوجدة وكالفورنيا ورقة صغيرة... "إوا لخبار في راسك"...