الاختناق والازدحام، هما خاصيتين تتميز بهما مدينة تطوان خلال فترة الصيف وأيام العطل، حين تتحول المدينة والمناطق المجاورة لها، كمرتيلوالمضيق والفنيدق إلى قبلة للسياح المغاربة القادمين من مختلف المدن المغربية، بالإضافة إلى أفراد الجالية المغربية القادمة من أوربا، التي تعبر الإقليم في اتجاه مدنهم الأصلية. وساهمت عدة عوامل طبيعية وبشرية واقتصادية في هذا الجذب القوي للسياح نحو مدن الإقليم، من أبرزها الطبيعة الخلابة، وجودة الشواطئ وحركية الأنشطة الاقتصادية التي ترتبط عادة بالتهريب المعاشي القادم من مدينة سبتةالمحتلة، ما ينعكس سلبا على حركية التنقل والمرور عبر الطريق الوطنية رقم 13 وغيرها من الطرق الثانوية الأخرى، التي تربط كل من تطوانمرتيل، وتطوان وأزلا، وداخل محيط مدينة تطوان، خصوصا بالطريق الدائري قرب المحطة الطرقية الجديدة، التي تزدحم فيها حركة المرور إلى درجة لا تطاق. فشوارع مدينة تطوان، تتحول في أغلب الأوقات إلى طوابير من السيارات تتبادل في ما بينها صوت المنبهات، وغالبا ما يؤدي هذا الازدحام إلى وقوع بعض الحوادث والتجاوزات التي تصدر عن بعض السائقين بعدما يصل غضبهم إلى ذروته. وأفاد مصدر أمني مطلع، أن عدد السيارات المتعلقة بأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي دخلت باب سبتة في اتجاه إقليمتطوان وصلت نحو أزيد من 25 ألف سيارة خلال الفترة الممتدة مابين 5 يونيو الماضي إلى غاية 20 من يوليوز الجاري، أي بمعدل 550 سيارة في اليوم الواحد، غير أن يومي السبت والأحد من كل أسبوع يشهدان تدفقا قويا للسيارات قد يزيد عن ضعف هذا العدد في اليوم الواحد. إلى جانب ذلك، تنضاف السيارات القادمة من مختلف مناطق المغرب اتجاه مدينة تطوان للاصطياف، حيث تؤكد مصادر رسمية أن عدد السيارات التي تلج مدن تطوانمرتيلالمضيق تصل إلى معدل يقدر بحوالي 750 سيارة في اليوم، قادمة من مختلف المدن المغربية، من أبرزها مدينة فاس، ومكناس، والرباط، والدار البيضاء ،ومراكش، ناهيك عن ارتفاع عدد السيارات في تطوان بنسبة تزيد عن 5 في المائة، مقارنة مع السنوات الخمس الأخيرة. ويشكل هذا التراكم والتدفق القوي للسيارات داخل تطوان والطرق الثانوية والطريق الوطنية رقم 13، عائقا كبيرا لانسياب حركية السير، ما يؤدي إلى توقفات متكررة تدوم لوقت طويل تزيد من متاعب السائقين، ويصعب على شرطة المرور مسايرة هذا الضغط المكثف لتدفق السيارات، مما يجعل سائقي سيارة الأجرة يرفضون نقل الزبناء إلى وسط المدينة، وهو الأمر الذي يؤكده أحد السياح (م،أ)، القادم من مدينة الرباط، حيث أشار إلى أنه معجب بشواطئ إقليمتطوان منذ سنوات عديدة، غير أنه يفكر في تغيير وجهته نحو جنوب المغرب وتحديدا إلى مدينة أكادير، بسبب اختناق عملية المرور التي تؤدي إلى توقفات وتعثرات متكررة في حركية السير، وتفسد على جميع السياح متعة الصيف، وهو ما يستدعي النظر في إيجاد حلول ملائمة لمواجهة هذا المعضل الكبير، الذي قد يؤثر في المستقبل القريب على قطاع السياحة بالمدينة.