يشكل منتزه بوهاشم الطبيعي بجماعة تزروت مركز مولاي عبد السلام بني عروس ضواحي مدينة العرائش مقصدا للعديد من الباحثين عن الهدوء و الراحة و الفارين من زحمة المدينة و زخمها الذي لا ينتهي، و لمحبي الطبيعة و خضرتها و زرقة الماء و السماء، و نسيم الهواء العليل. الهدوء و بساطة العيش و طيبوبة وكرم الساكنة أكثر الأشياء التي تدفعني لزيارة هذا المكان، بهذه العبارات لخص محمد ذو 54 سنة أحد زوار المنطقة لبريس تطوان سبب عشقه للمنطقة التي يزورها هو وأسرته كلما سنحت له الفرصة و ظروف العمل، قادما من مدينة الدارالبيضاء.
و يضيف محمد أن الصدفة التي قادته لزيارة منطقة بوهاشم جعلته أحد المحبين لها بعدما حل ضيفا بمنزل إحدى الأسر و ما لقيه من ترحيب، "و ما تزخر به موائد بيوت الساكنة من أطباق تقليدية من البيصارة و البيض البلدي، و الجبن ولحم الماعز والأغنام و غيرها من المنتجات المحلية.
الأمر نفسه أكدته فاطمة ربة بيت ذات 43 سنة التي قابلتها "بريس تطوان" و التي اعتبرت زيارتها تشكل بالنسبة لها متنفسا لتغيير أجواء البيت و "الهروب ولو قليلا من ضغوط البيت و الروتين"، كما أنه فرصة كذلك لاكتشاف المناظر الرائعة التي تزخر بها هذه المنطقة الغابوية الساحرة.
من جهته أوضح محمد كرمون أحد أبناء المنطقة و المهتم بمجال السياحة الإيكولوجية، أن الإقبال المتزايد من الزوار المغاربة و الأجانب للمنطقة ينبع من الإمكانات الطبيعية التي تتميز بها المنطقة، و هو ما يتطلب المزيد من التسويق له كمنتوج سياحي واعد.
ويمتد المنتزه الطبيعي الى جماعات الدردارة وتنقوب ولغدير وبني ليث والواد وتزروت التابعة إداريا لأقاليم تطوانوالعرائش وشفشاون ويتميز بمكوناته الايكولوجية الفريدة وثرواته الطبيعية المتنوعة وتوفر تشكيلات غابوية قلما تتواجد في مناطق أخرى فضلا عن 125 نوعا من الطيور والثدييات النادرة أو المهددة بالانقراض، إضافة إلى اشتهار المنطقة بخصوصياتها الثقافية وتقاليدها الجبلية وحرفها اليدوية البديعة ومعمارها الخاص ومنتوجاتها المجالية.