عاد الجدل من جديد داخل المجلس الجماعي لتطوان بخصوص مصاريف الإطعام والاستقبالات، بعدما سجلت الميزانية المخصصة لهذا الباب ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث انتقلت من 20 مليون سنتيم سنة 2024 إلى 40 مليون سنتيم سنة 2025، قبل أن تصل في مشروع ميزانية 2026 إلى 45 مليون سنتيم. كما ارتفعت نفقات تنظيم الندوات من 10 ملايين سنتيم سنة 2024 إلى 25 مليون سنتيم سنة 2026، فيما انتقلت مصاريف الإطعام والإيواء من 57 مليون سنتيم إلى 70 مليون سنتيم خلال الفترة ذاتها، بينما ظلت مصاريف أخرى، مثل التعويضات عن التنقل والأتعاب، في مستويات محدودة. الأغلبية المسيرة للجماعة أوضحت أن هذه الزيادات مرتبطة بتنظيم أنشطة وندوات للتعريف بالمدينة، واستقبال الوفود الرسمية، وإحياء المناسبات الوطنية وفق معايير تنظيمية تليق بتطوان، معتبرة أن الهدف هو تعزيز الإشعاع الحضري والثقافي للمدينة. بالمقابل، اعتبرت المعارضة أن الظرفية الراهنة تفرض اعتماد نهج تقشفي، ودعت إلى مراجعة هذه المصاريف وضبطها، مع تتبع سندات الطلب الخاصة بالإطعام والاستقبالات، ضمانا لحسن تدبير المال العام. ومن المنتظر أن يعرف هذا الملف نقاشا واسعا خلال الجلسة الأولى من دورة أكتوبر المقبلة، حيث ستتم مناقشة مشروع ميزانية 2026. كما يتواصل النقاش حول الموضوع نفسه داخل جماعات أخرى بالشمال، خاصة ما يتعلق بمصاريف المحروقات وصيانة الآليات وتعويضات السفريات. وتطالب فعاليات محلية بضرورة ترشيد النفقات العمومية، وتحصيل الموارد الضريبية العالقة، وتخفيف المديونية، بما يضمن توازن الميزانيات وتحسين الخدمات لفائدة المواطنين.