قالت مديرة صندوق "إفريقيا 50 " ، الأداة الجديدة لتمويل مشاريع البنيات التحتية التابعة للبنك الإفريقي للتنمية، السيدة طاس أنفاريبور، يوم الأربعاء الماضي بالدار البيضاء، إن انطلاقة الصندوق الذي تم إحداثه بمقر القطب المالي للدار البيضاء (كازا فينانس سيتي) ستكون سريعة وعلى نحو سلس، بفضل الاهتمام الذي تبديه العديد من البلدان الإفريقية والفاعلون الخواص، إلى جانب التسهيلات الممنوحة من قبل السلطات المغربية. وأبرزت المسؤولة خلال ندوة صحفية نظمت بمناسبة إحداث صندوق "إفريقيا 50" ب(كازا فينانس سيتي)، توافر العديد من الظروف من أجل ضمان نجاح هذه الأرضية الجديدة لتمويل مشاريع البنية التحتية بإفريقيا. وأكدت السيدة أنفاريبور، العارفة بشؤون تنمية وتطوير مشاريع البنية التحتية بإفريقيا، أن العديد من البلدان الإفريقية والمؤسسات الحكومية والفاعلين الخواص أعربوا عن طموحهم للاستثمار في هذا الصندوق، مما يشكل "ضمانا لنجاح هذا المشروع الجديد الذي سيعود بالنفع على البلدان الإفريقية على عدة أصعدة". وأبرزت هذه الخبيرة بالبنك الإفريقي للتنمية، أن أهم النقاط القوية لهذه المؤسسة الجديدة، تتجلى في كون صندوق "إفريقيا 50 " يرتكز على تقاسم المسؤوليات بالنسبة لكل مشروع. وأشارت إلى أن هذا الصندوق يقترح على المستثمرين، من خلال تقديم خدمة عبر " الشباك الوحيد"، حزمة من القيم ستمكن من التدخل بشكل سريع من أجل تقويم الاختلالات التي تعتري المشاريع وكذا تدارك النقائص التي قد تشوبها. وأضافت أنه إلى جانب وجاهة الطريقة التي ينهجها الصندوق في مجال الحكامة ونموذجه التفاعلي للتدبير، المستمد من الخبرة التي راكمها البنك الإفريقي للتنمية، فإن إحداث صندوق "إفريقيا 50" من شأنه المساهمة في تسريع عملية رصد التمويلات وتحرير كافة إمكانات النمو بالقارة السمراء. كما سيعمل هذا الصندوق على تطوير أرضية جديدة للشراكة ستمكنه من الاستفادة من التجارب الناجحة في مجال وضع التصورات وتخطيط وإنجاز مشاريع البنيات التحتية. وأضافت المديرة في هذا السياق أنه سيتم الإعلان عن تقديم طلبات إبداء اهتمام تصب في هذا المنحى. ويعد صندوق إفريقيا 50 أرضية جديدة للاستثمار موجهة لتمويل مشاريع البنيات التحتية الوطنية والإقليمية من أجل إحداث تحول هيكلي في مجمل القارة. وتصل الرسملة الأصلية المستهدفة للصندوق إلى 3 مليارات دولار، وسترتفع لاحقا إلى 10 مليارات دولار. ويأتي اختيار القطب المالي للدار البيضاء تتويجا لمسار من التشاور اتسم بالمنافسة المحتدمة بين حوالي عشرة بلدان إفريقية عبرت عن رغبتها في احتضان مقر صندوق "إفريقيا 50 ". ويأتي إحداث صندوق "إفريقيا 50 " بمبادرة من البنك الإفريقي للتنمية من أجل تحقيق تقدم في إرساء البنيات التحتية في إفريقيا وبالتالي تحرير كل قدرات النمو لدى القارة، إذ يروم الصندوق تقديم الدعم والموارد اللازمة لتوفير التمويلات بسرعة وبلورة مشاريع مقبولة بنكيا لتسريع وتيرة إنجاز البنيات التحتية. وما يميز صندوق "إفريقيا 50 " كأداة غير مسبوقة هو طبيعته متعددة الأبعاد التي ستتدخل في مجموع دورة المشاريع وستجمع بين الأنشطة الأولية للتنمية وأنشطة التمويل على المدى الطويل، إذ سيتدخل الصندوق عبر محورين أحدهما هيكلة المشاريع والآخر تمويلها. ومن وجهة نظر مؤسساتية ومن خلال حكامته، سيكون صندوق "إفريقيا 50 " محركا للتعبئة وإطارا للتعاون سواء لدى الفاعلين العموميين أو الخواص. وسيكون الصندوق كيانا مستقلا بذاته قانونيا وماليا، إلا أنه سيستفيد من شراكة وثيقة مع البنك الإفريقي للتنمية والبلدان الإفريقية لتسهيل البلوغ السريع للأهداف التنموية. وعلى المستوى العملياتي، سيتم تسيير الصندوق عبر بنية سلسة تركز على تحقيق الأرباح المنتظرة لدى مستثمريه.