تفاوت فيما يخص نضج بعض الخدمات الحيوية وحسب المجلس، فقد أظهرت المقارنة المنجزة لمدى نضج عينة مكونة من 15 خدمة رئيسية في كل من المغرب ودول الاتحاد الأوربي، أن المغرب حقق نسب نضج جيدة بالنسبة إلى ثمان خدمات، من بينها على الخصوص تلك المتعلقة بأداء الضرائب (الضريبة على الدخل، الضريبة على الشركات، الضريبة على القيمة المضافة)، وبالرسوم الجمركية، وفي المقابل تظل الخدمات السبع الأخرى بعيدة عن المعدل الأوروبي من حيث مستوى النضج، ومن بينها على الخصوص الخدمات المتعلقة بالحصول على الوثائق الشخصية وتسجيل السيارات وتسجيل الشركات، وكذا إرسال البيانات المتعلقة بالإحصائيات حول الشركات. وفي هذا الصدد، أشار المجلس إلى أن بعض الخدمات ذات المستوى الضعيف من النضج، كانت موضوع أهداف طموحة في إطار المخطط الرقمي MN2013، غير أن الإنجازات لم ترق إلى مستوى التطلعات. ويتعلق الأمر بتأسيس مقاولة على الإنترنيت وتسجيل السيارات وجمع المعلومات الإحصائية للشركات. وكشف المجلس أن خدمة تأسيس مقاولة على الإنترنيت، التي تم تحديد هدف طموح لها، يتمثل في بلوغ نسبة استعمال تصل إلى 40 بالمائة خلال سنة 2013، لم تر النور بعد، رغم أنه كان من المفترض خروجها لحيز الوجود سنة 2011، ونفس الأمر ينطبق على خدمة تسجيل السيارات على الإنترنيت، حيث كان الهدف المخطط له هو بلوغ نسبة استعمال تصل إلى70 بالمائة سنة 2013، غير أن هذا المشروع الذي انطلق منذ سنة 2007 لم يصل لمرحلة التفعيل إلا في أبريل 2019 واقتصر على السيارات الجديدة فقط. أما فيما يخص جمع البيانات الإحصائية للشركات، الذي كان هدفه هو إحداث بوابة للبيانات الإحصائية وإنجاز تحقيقات عبر الإنترنيت، فقد سجل المجلس أن هذا النموذج المتطور لجمع المعلومات لم يخرج بعد لحيز الوجود، وكذا غياب تام لتبادل المعلومات، سواء على الإنترنيت أو بشكل مادي بين الإدارات المعنية بإحصائيات الشركات، كالمندوبية السامية للتخطيط والوزارة المكلفة بالصناعة والاستثمار والتجارة والمديرية العامة للضرائب وإدارة الجمارك والضرائب.