تستعد إحدى النساء المقاولات لافتتاح أول مقهى عصرية نسائية من نوعها بمدينة تطوان، إذ سيقتصر الفضاء على استقبال الزبونات من النساء فقط دون غيرهن من الرجال، كما أن جميع العاملات والمستخدمات فيه سيكونون من النساء أيضا، وهو ما خلق نوعامن التجاوب والارتياح حيال الفكرة في الشارع التطواني. وأكدت المشرفة على المشروع الذي من المرتقب أن يرى النور مطلع السنة المقبلة، أن فكرة انشاء مقهى خاصة بالنساء، جاءت بهدف خلق متنفس خاص بالسيدات اللواتي يرغبن في الالتقاء ببعضهن البعض وتناول وجبة أو مشروب مع صديقاتهن دون حرج، داخل فضاء مريح وغير مختلط مع الرجال. فمقهى مثل هذه إن كتب لها النجاح – تقول إحدى السيدات المتحمسات للفكرة – يضمن لها الحق في أن تستمتع بوقتها مع صديقاتها بمل حرّية، مع التطلع إلى أن يصبح هذا الفضاء مستقبلا، فضاء ثقافياً أيضاً يجمع نخبة المدينة من النساء (طبيبات، تربويات، قاضيات، إعلاميات، سياسيات، وكاتبات…)، ليناقشن فيه ما الذي يمكنهن أن يساهمن به، في الحياة العامة بعيداً عن عقد النقص والارتهان لواقع يرفض أن يرى المرأة شريكة في الفضاء العام والعطاء. كما يرى البعض، أن خلق مقاهي خاصة بالنساء، هي تجربة فريدة، تشهدها عدد من البلدان العربية والمسلمة كالعراق، الجزائر، الأردن، لبنان، تونس، تركيا، ليبيا، اليمن، وفلسطين، فأن تخصص مقهى للنساء فقط، معناه أن تضمن للزبائن من الجنس اللطيف بعض الخصوصية، كما أنه مشروع اجتماعي واقتصادي أيضا، يهدف إلى توفير فرص عمل نسوية جديدة وقارة، فضلا عن تعزيز حرية المرأة واحترام خصوصيتها. وبالرغم من أن غالبية المتتبعين ورواد مختلف مواقع التواصل الإجتماعي اعتبروا أنها فكرة المقهى النسائي فكرة إيجابية تحترم خصوصيات النساء عند لقائهن، غير أن آخرون اعتبروا المبادرة تكرس التمييز بين النساء والرجال على أساس النوع، كما انها تفتقد الاساس القانوني لاحداثها في بلد منفتح كالمغرب، يحترم حقوق المرأة والحرية الفردية ولا يضع قيودا على تحرك النساء أو يمنع دخولهن إلى الفضاءات العامة، بما فيها المقاهي المفتوحة في وجه الجميع دون استثناء.