تعتبر مناورات الأسد الأفريقي فرصة استراتيجية مهمة للمغرب لتعزيز قدراته العسكرية، ودعم موقفه في النزاع حول الصحراء الغربية المغربية، فضلاً عن تعزيز علاقاته مع القوى الكبرى مثل الولاياتالمتحدة. كما تساهم هذه المناورات في تثبيت موقع المغرب كداعم رئيسي للأمن الإقليمي في شمال أفريقيا، مما يعزز من دوره الدولي في القضايا الأمنية والدبلوماسية. ويرى المحللون السياسيون أن الانسحاب الجزائري المستمر من مناورات "الأسد الأفريقي" قد عزز من عزلتها السياسية داخل الاتحاد الأفريقي. فقد تجد الجزائر نفسها محرومة من الدعم العسكري والتقني الذي كان من الممكن أن تحصل عليه من خلال هذه المناورات المشتركة، مثل "الأسد الأفريقي". ومع استمرار المغرب في تعزيز علاقاته العسكرية مع القوى الكبرى مثل الولاياتالمتحدة عبر هذه المناورات، فإن الجزائر قد تصبح معزولة في هذا السياق. ويكاد يجزم المحللون أن الدول الأفريقية المشاركة في المناورات قد ترى الجزائر كمصدر للتوترات والأزمات الإقليمية بسبب دعمها المستمر لجبهة البوليساريو، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان التأييد السياسي والدبلوماسي من بعض دول القارة. في المقابل، يعزز المغرب علاقاته مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبية أخرى من خلال مشاركته في مناورات "الأسد الأفريقي"، مما يعكس دوره كحليف قوي في مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي. بينما يعكس انسحاب الجزائر من هذه المناورات فقدان الجزائر لنفوذها في هذه التحالفات العسكرية، ويجعلها خارج دائرة التعاون العسكري مع القوى الكبرى. كما أن هذا الانسحاب يُبرز تباينًا في السياسات داخل المنطقة، مما يقلل من قدرة الجزائر على تشكيل تحالفات استراتيجية مع دول أخرى ذات نفوذ في شمال أفريقيا. إن مناورات "الأسد الأفريقي" لا تقتصر على كونها مجرد تدريبات عسكرية بين الدول، بل أصبحت ساحة لمناورات سياسية تعكس التوترات الجيوسياسية، وتُظهر حجم العزلة المتزايدة التي تواجهها الجزائر في علاقتها مع جيرانها في شمال أفريقيا وأفريقيا بشكل عام.