اجتاحت موجة حرارية غير معتادة عددا كبيرا من مناطق المغرب خلال يومين الماضيين، متسببة في تسجيل درجات حرارة استثنائية لم يشهدها البلد بهذا الشكل في هذا التوقيت من السنة، بحسب معطيات صادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية. وحسب مديرية الارصاد الجوية، فإن هذه الظاهرة الحرارية ضربت مناطق شاسعة من البلاد، حيث تجاوزت الحرارة في أكثر من 17 منطقة عتبة 40 درجة، مما يعكس شدة وامتداد الموجة على نطاق غير مسبوق. حيث شهدت مدينة الدارالبيضاء حرارة بلغت 39.5 درجة، بينما وصلت الحرارة في بنجرير إلى 46.1 درجة متجاوزة ما تم تسجيله العام الماضي. وسجلت أيضا درجات قصوى بكل من سيدي سليمان 47.1 درجة وتارودانت 46.9 درجة. وفي سياق متصل، أوضح الدكتور محمد سعيد قروق، خبير المناخ، أن ما تشهده البلاد لا يمكن اعتباره طبيعيا، بل هو امتداد لموجة حر مبكرة وغير مألوفة خاصة وأن الصيف ما زال في بداياته الفلكية. وأضاف أن هذه الموجة ناتجة عن رياح جافة ساخنة قادمة من الصحراء الكبرى باتجاه الشمال، وهي ظاهرة تعرف علميا باسم "السيريكو"، وهي تسمية مشتقة من "الشرقي" وتصل آثارها أحيانا إلى السواحل الجنوبية لأوروبا الغربية. ونبه الدكتور قروق إلى ضرورة اليقظة في حال تساقط الأمطار خلال هذه الأجواء الحارة، قائلا إن "الأمطار العاصفية التي قد تتزامن مع هذه الفترة الحرجة قد تتحول إلى تهديد حقيقي مما يستوجب على السكان اتخاذ الحيطة واللجوء إلى أماكن آمنة ومحمية". وفي ما يخص التوقعات للفترة المقبلة، أفادت الأرصاد الجوية بأن الحرارة ستظل مرتفعة يومي الأحد والاثنين في عدة جهات منها السهول الشمالية والوسطى، وسايس، والجنوب الشرقي، وداخل سوس، وأقاليم الجنوب. كما يتوقع تراجع طفيف في الحرارة بالسواحل الوسطى وغرب الصحراء مع احتمالات محدودة لزخات مطرية خفيفة فوق الأطلس الصغير. واعتبارا من يوم الثلاثاء ترجح المديرية أن تبدأ درجات الحرارة في التراجع التدريجي، خاصة في المناطق الشمالية والشرقية والداخلي.