رحب محمد الدرويش، رئيس اتحاد نقابات التعليم العالي بدول المغرب العربي، بالمبادرة التشريعية التي تقدم بها النائبان الأمريكيان جو ويلسون وجيمي بانيتا إلى الكونغرس، والرامية إلى تصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية واعتبرها خطوة نوعية تعكس وعيا أمريكيا متزايدا بخطورة هذا الكيان على الأمن الإقليمي والدولي. سجل محمد الدرويش أهمية هذا المقترح التشريعي، الذي جمع نائبين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في سابقة نادرة تكشف عن إجماع سياسي يتجاوز الحسابات الحزبية عندما يتعلق الأمر بالتهديدات الإرهابية وسياسات الولاياتالمتحدة الخارجية. استعرض محمد الدرويش مجموعة من الأحداث التي تعزز مبررات هذا التصنيف، من بينها الهجوم الصاروخي الذي استهدف مدينة السمارة يوم 27 يونيو 2025، والذي تبنته البوليساريو بشكل صريح إلى جانب سلسلة هجمات سابقة في المحبس والكركرات وعمليات اختطاف متكررة طالت متطوعين أجانب وعمال إنسانيين. أدان محمد الدرويش التورط المتزايد للجبهة في شبكة من التحالفات الإقليمية الخطيرة، من خلال استقبالها دعما عسكريا ولوجيستيا من النظام الجزائري، وتدريبات من جهات إيرانية وحزب الله، في معسكرات تندوف التي تحولت إلى بؤر لصناعة التطرف وتفريخ الميليشيات المسلحة. أكد محمد الدرويش أن تورط البوليساريو في أعمال عنف منظم وعلاقاتها بمجموعات تنشط في منطقة الساحل والصحراء يجعلها أداة تهديد حقيقية لأمن شمال إفريقيا وغربها ويحولها إلى واجهة إرهابية ينبغي التصدي لها بموقف دولي حازم وواضح. دعا محمد الدرويش المجتمع الدولي إلى دعم هذه المبادرة داخل الكونغرس الأمريكي، والعمل على تعميمها على نطاق أوسع من خلال تصنيفات رسمية تصدر عن منظمات دولية ودول صديقة بما يضع حدا لاستغلال الشعارات الحقوقية والإنسانية لتبرير نشاطات انفصالية مسلحة. نوه محمد الدرويش بالدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس التي تدير هذا الملف بقدر كبير من الحكمة والاتزان مما أسهم في توسيع قاعدة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء وتعزيز ثقة الشركاء الدوليين في الاستقرار والمؤسسات المغربية. ثمن محمد الدرويش جهود وزارة الخارجية والبرلمان والمؤسسات الدستورية، إلى جانب مواقف عدد من الأحزاب والمجتمع المدني في الدفاع عن السيادة الوطنية، مشيدا بالتحول الإيجابي في مواقف العديد من الدول الإفريقية والأمريكية والأوروبية تجاه قضية الصحراء. طالب محمد الدرويش الأممالمتحدة بضرورة تحمل مسؤوليتها التاريخية والعمل على إنهاء هذا النزاع المفتعل، وتمكين شعوب المنطقة من التفرغ لقضايا التنمية والاستقرار والتكامل بعيدا عن الحسابات السياسية القديمة التي تعرقل مستقبل الأجيال المغاربية. عبر محمد الدرويش في الختام عن تفاؤله بأن تحمل ذكرى المسيرة الخضراء المقبلة أخبارا مفرحة للمغرب، وتكون مناسبة لتعزيز اللحمة الوطنية وترسيخ الوحدة الترابية، والانتصار لمشروع الدولة القوية العادلة في محيط إقليمي يسوده التعاون والسلام.