1. الرئيسية 2. تقارير مقدما وثائق وتقارير تدينها.. جو ويلسون يُعلن رسميا تقديم مقترح قانون بمجلس النواب الأمريكي لتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية الصحيفة – محمد سعيد أرباط الخميس 26 يونيو 2025 - 19:38 أعلن عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الجمهوري، جو ويلسون، اليوم الخميس، أنه تقدم رسميا، إلى جانب النائب الديمقراطي جيمي بانيتا، بمقترح قانون في الكونغرس يهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية أجنبية، في خطوة تأتي بعد مسار مكثف خاضه ويلسون في الشهور الأخيرة للإعداد لهذا المقترح. وجاء الإعلان عن هذه الخطوة في منشور للنائب الجمهوري عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، قال فيها إن البوليساريو "ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران وحزب الله وروسيا"، وأنها توفر "موطئ قدم استراتيجي لطهران في إفريقيا وتزعزع استقرار المملكة المغربية، الحليف الأمريكي منذ 248 عاما". وأضاف جو ويلسون في ذات المنشور، بأنه "فخور بتقديم مشروع قانون من الحزبين مع النائب البرلماني الديمقراطي جيمي بانيتا لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية"، في إشارة إلى وجود ما يُشبه توافق بين الحزب الحاكم والحزب المعارض على هذه الخطوة ضد منظمة لا تتماشى مع المصالح الأمريكية بشكل عام. واستند ويلسون في تقديم مقترحه على العديد من التقارير والوثائق التي تشير إلى تورط البوليساريو في أعمال إرهابية والتحالف مع أطراف معادية للولايات المتحدةالأمريكية مثل إيران، من بينها وثائق تُظهر صورا لعناصر من ميليشيات البوليساريو إلى جانب صورة الخميني في سنة 1980، في محاولة كان الهدف منها حشد الدعم الإيراني للجبهة الانفصالية حسب مقترح ويلسون. كما تتضمن الشواهد والتقارير المدرجة في مقترح جو ويلسون التي اطلعت عليها "الصحيفة"، اعتماده على ما نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية بشأن قيام 3 ضباط من حزب الله بإجراء تداريب عسكرية في تندوف لفائدة عناصر البوليساريو، أحد هؤلاء الضباط كان من اللذين خططوا لهجمات في كربلاء العراقية في 2007 وأدت إلى مقتل 5 جنود أمريكيين، قبل أن يُقتل في 2023 خلال ضربة جوية من طرف إسرائيل على سوريا. كما أشار ملف مقترح ويلسون إلى أن روابط إيران مع البوليساريو متعددة، من بينها ما صرح به ما يُسمى "وزير الداخلية" في صفوف جبهة البوليساريو في 2022، بأن عناصر البوليساريو يتدربون على استخدام طائرات مسيرة، ثم ظهرت عناصر البوليساريو لاحقا وهم يستخدمون مسيرات إيرانية، وذلك في قنوات رسمية تابعة للجبهة الانفصالية. كما أشار ويلسون في مقترحه إلى ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في أبريل الماضي، في تقرير أفادت فيه بأن إيران درّبت عناصر البوليساريو وزودتهم بطائرات مسيرة، الأمر الذي يزيد من مخاطر تزايد قوة وقدرات الجبهة الانفصالية حسب تعبير المقترح. وتضمن مقترح النائب الأمريكي إشارة أخرى لارتباط البوليساريو بتنظيمات إرهابية، من بينها حضور فرع حزب العمال الكردي "PKK" في سوريا، إلى قمة نظمتها البوليساريو في تندوف تحت مسمى "قمة التضامن الصحراوي"، علما أن حزب "PKK" يُعتبر منظمة إرهابية وفق الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتضمن المقترح عدد من الوثائق والتقارير التي تشير إلى تورط جبهة البوليساريو الانفصالة في أعمال إرهابية، وارتباطها بأطراف معادية للولايات المتحدةالأمريكية، والتي من المرتقب أن يتم الاطلاع عليها واتخاذ قرار بشأن المقترح في ظرف لا يتعدى 90 يوما. ويُعد هذا التطور تتويجا لمسار من التحركات السياسية والتصريحات القوية التي أطلقها ويلسون منذ عدة أشهر، إذ كان قد كشف في 22 ماي الماضي عن قرب صدور هذا المقترح، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "سيحلّ الأمر"، في إشارة إلى أن الجبهة تمثل تهديدا حقيقيا على الأمن الإقليمي، وتحظى بدعم قوى معادية للمصالح الأمريكية في المنطقة. وسبق لويلسون أن نشر في 11 أبريل 2025 على حسابه بموقع "إكس" منشورا قال فيه إنني "أتفق مع وزير الخارجية ماركو روبيو بأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي الوحيد لقضية الصحراء... سأقدّم مشروع قانون لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية"، مبرزا أن إيران وفلاديمير بوتين "يسعيان إلى تعزيز نفوذهما في إفريقيا من خلال البوليساريو". وفي منشور آخر له في 9 ماي الماضي، أعلن ويلسون عن لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وكتب في هذا السياق، "ممتن للقاء وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لمناقشة شراكتنا التاريخية والتزامنا بالسلام في المنطقة، بما في ذلك استقرار الصحراء الغربية في وجه إرهاب البوليساريو... الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب المغرب من أجل السلام". وكان ويلسون قد سبق أن شار إلى تقرير روبرت غرينواي، مدير مركز "أليسون" للأمن القومي في مؤسسة "إيريتاج"، تحت عنوان "لماذا يجب على الولاياتالمتحدة مواجهة جبهة البوليساريو، وكيل الإرهاب؟"، الذي دعا واشنطن إلى إنهاء "صمتها غير المبرر" تجاه التهديد المتزايد الذي تمثله الجبهة. ويشير التقرير إلى أن مقاتلي البوليساريو يستخدمون طائرات مسيّرة إيرانية، ويتقاسمون ممرات التهريب الصحراوية مع وكلاء روسيا، ويعملون على تمويل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، مبرزا أن كل هذه الأنشطة تتم "ضمن مدى الصواريخ من مضيق جبل طارق، أحد أهم النقاط البحرية الاستراتيجية في العالم". وسلط التقرير الضوء على حادثة سنة 1988 حين أسقطت صواريخ البوليساريو طائرتين لوكالة التنمية الدولية الأمريكية، ما أدى إلى مقتل خمسة أمريكيين دون أن ترد واشنطن بأي إجراء عقابي، واعتبر أن مشروع القانون الحالي هو "اختبار لإرادة أمريكا في مواجهة وكلاء الإرهاب المتجذرين على الجناح الجنوبي لحلف الناتو". كما كشف التقرير أن الجبهة أعلنت "منطقة حرب" في الصحراء منذ 2020، وبدأت استهداف الجدار الأمني المغربي، مهددة القنصليات الأجنبية وشركات الطيران، في تحوّل خطير نحو العمل المسلح غير المنضبط، وبتواطؤ مباشر من الجزائر التي توفر لها الملاذ والدعم والغطاء. واعتبر التقرير أن نشاط البوليساريو قائم على ثلاثة أعمدة، وهي الدعم الإيراني العسكري، وشبكة النفوذ الروسي المتنامية، واقتصاد التهريب غير المشروع الذي يموّل الجماعات الجهادية، مشيرا إلى أن الحاضنة الجزائرية في تندوف تتيح للجبهة تشغيل بنية عسكرية بحجم ألوية ومخزون بشري يتجاوز 40 ألف عنصر. وأوردت الوثيقة أن طهران بدأت مبكرا في دعم الجبهة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وصولا إلى تقديم تدريبات من طرف حزب الله في تندوف، وأن معدات إيرانية ظهرت بالفعل في حوزة البوليساريو، بما فيها طائرات مسيّرة، في إشارات إلى وجود تعاون عسكري موثق. ويهدف مقترح القانون، حسب تغريدات ويلسون ودعمه الحزبي، إلى تجميد أصول البوليساريو في الولاياتالمتحدة، وحرمانها من الدعم أو الترويج على التراب الأمريكي، ومحاسبة داعميها، بما في ذلك الجزائر، التي وصفها التقرير بأنها توفر التمويل والملاذ الآمن وتغذي صراعا يُستخدم كقناة للجماعات الإرهابية في الساحل. ومن المنتظر أن يُحال مشروع القانون إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، قبل أن يُعرض على التصويت داخل المجلس، ما قد يمثل سابقة في الموقف التشريعي الأمريكي من نزاع الصحراء، ويُعزز موقف المغرب داخل الساحة الدولية في مواجهة أجندات انفصالية مدعومة من قوى خارجية.