استطاعت زراعة الكلي أن تحجز مكانها بجهة الشرق، لأول مرة بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة، إثر تمكن طاقم طبي وشبه طبي متكامل ومتعدد التخصصات بالمركز المذكورمن إجراء عمليتين نوعيتين لزراعة الكلي، لفائدة مريضين يعانيان من القصور الكلوي المزمن، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وبهذا الإنجاز ولج المركز الاستشفائي لقائمة المراكز الاستشفائية المخولة والمؤهلة للقيام بهذه العمليات تنفيذا للتوجيهات الملكية التي تروم تقريب الخدمات الصحية ذات الجودة العالية من المواطنين في كافة أرجاء هذا الوطن سعيا من جلالته لدمقرطة الولوج المجالي في إطار اللامركزية. وتمت العملية الأولى من متبرع يبلغ من 43 سنة وهب كليته لأخته البالغة 41 سنة، أما العملية الثانية، والتي أجريت في اليوم الموالي، فقد تبرعت الأخت ذات 37 سنة بكليتها لأخيها البالغ من العمر 35 سنة، بحيث كللت العمليتان اللتان أجريتا في ظروف جيدة، وفق الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة التي جعلت من هذا الورش إحدى أولوياتها في إطار برنامج عمل متكامل على مدى السنوات القادمة،وذلك بشراكة مع فريق طبي من المركز الاستشفائي الجامعي لريمس في إطار اتفاقية التعاون التي تربط المستشفيين، والتي تندرج ضمن شراكة مجلس جهة الشرق وجهة الشرق الكبرى بفرنسا. وفي بلاغ لها، أكدت وزارة الصحة أن هذه العمليات منظمة بموجب القانون المغربي الذي يتميز بالصرامة والحسم في كل ما من شأنه التلاعب بأعضاء البشر، سواء تعلق الأمر بمتبرعين أحياء، حيث يستلزم توفر مجموعة من الشروط خاصة القرابة العائلية بين المتبرع والمتلقي، أو عندما يتعلق الأمر بمتبرع في حالة وفاة سريرية، مشيرة إلى أن المملكة قطعت أشواطا متقدمة في مجال زرع الأعضاء والأنسجة وحققت نتائج جد هامة، حيث تم بفضل الكفاءات الوطنية منذ انطلاق هذا النوع من العمليات، إجراءما يناهز 533 عملية لزرع الكلي بالمراكز الستة المفعلة والتي ينضاف إليها اليوم مركز وجدة،إلى جانب 20 عملية لزرع الكبد و4371 عملية لزرع القرنية وعمليتان لزرع القلب، إحداهما بالرباط سنة 1995 والثانية بمراكش لطفل سنة 2015، علاوة على إجراء ما يناهز 300 عملية لزرع الخلايا الجذعية بالمراكز العمومية. ولم تستثن هذه العمليات، يضيف مضمون البلاغ الذي توصلت "رسالة 24" بنسخة منه، الفئات المعوزة والحاملة لبطاقة راميد، موضحة أن هذه الخطوة سيكون بداية عهد جديد على غرار باقي المراكز الأخرى.