الأخصائي الاجتماعي المدرسي من أهم المهنيين العاملين في المؤسسة التربوية؛ذلك لن الأخصائي الاجتماعي هو المسئول الأول عن حالات التأخر الدراسي وانخفاض نسبة التحصيل داخل المدرسة،فضلاً عن دوره في علاج ظواهر التأخر الصباحي والغياب والعدوان والسلوكيات الخاطئة التي قد تصدر من الطلاب،علاوة على ذلك فللأخصائي الاجتماعي دور هام في الإشراف على كافة الجماعات المدرسية والاستفادة منها في الارتقاء بالجوانب النفسية والاجتماعية والتعليمية للطلاب فضلاً عن دوره في التواصل المجتمعي مع المؤسسات الخارجية ومجالس الأمناء،ولأهمية دور الأخصائي الاجتماعي ولأنه –إذا عمل بحرفية ومهنية- فإنه يعتبر الرجل الثاني في أي مؤسسة تربوية بعد مديرها،ولذلك فإن مهنة الأخصائي الاجتماعي في الدول الغربية والولايات المتحدةالأمريكية تشترط في من يشغلها الحصول على دراسات عليا في التخصص بعد المرحلة الجامعية. ونلاحظ انخفاض الأداء المهني للغالبية العظمى من الأخصائيين الاجتماعيين حتى أصبح الأخصائي الاجتماعي حاضراً غائباً؛لأنه لا يمارس عمله المهني كما ينبغي أن يكون ويرجع ذلك لعدة أسباب نوجزها في أربعة أسباب أولها ضعف الإعداد الأكاديمي والمهني للأخصائي الاجتماعي في المعاهد والجامعات؛حيث أصبحت مؤسسات الإعداد الأكاديمي والمهني للأخصائي الاجتماعي تركز على تخريج أعداد كبيرة دون النظر إلى الكفاءة العلمية والمهنية،فضلاً عن عدم الاهتمام بالتدريب العملي الميداني على أيدي مدربين أكفاء وهو ما ينعكس على مستوى الخريجين. كذلك فإن موجهي التربية الاجتماعية لا يهتمون بالتوجيه القائم على التدريب الميداني للأخصائيين بشكل يرتقي بعملهم المهني،وكذلك عدم إعطاء إدارات المدارس الدعم اللازم للأخصائي الاجتماعي للقيام بدوره الفعال،وأخيراً فإن الأخصائي الاجتماعي نفسه لا يهتم بتطوير نفسه مهنياً وعلمياً إلا القليل وهو ما ينعكس على أدائه المهني. إننا نطالب بعلاج أسباب قصور عمل الأخصائي الاجتماعي بما يرتقي بصالح طلابنا فالعمل الفريقي المتكامل داخل المؤسسة التربوية من شأنه الارتقاء بصالح أوطاننا.