من قال إن صعوبة التحرك قد تعيق عزائم المُصرّين، فطلب العلم لا يسلّم نفسه سوى للتلميذ المِلحاح، بغض النظر عن ظروفه الصحية الصعبة، فالإعاقة ليست إعاقة جسد.. هذا ما تؤكده حالة التلميذ بالثانية باكالوريا، بدر الدين بليزيد، الذي لم تمنعه إعاقته من مواصلة دراسته واجتياز امتحانات البكالوريا. على متن عربته الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، يلج بدر الدين بليزيد، قاعة الامتحان بمركز ثانوية مولاي سليمان للتعليم الأصيل بمدينة طنجة، لاجتياز امتحانات الدورة العادية للبكالوريا، وكله أمل في يحرز على مرتبة مشرفة. يتحرك بصعوبة بالغة على كرسي متحرك، ويكتب الكلمات بتثاقل، لكن كل هذا لم يثنه عن مرافقة زملائه في الصف، بعد أن نجح العام الماضي في اجتياز الامتحان الجهوي، الذي لم تسعفه ظروفه الصحية حينها على إحراز معدل مشرف. لكن بدر الدين، مصر على مواصلة المشوار رغم كل العوائق التي يعانيها، حيث تقدم لاجتياز امتحان السنة الثانية للباكالوريا، مستعينا بعزيمته القوية ومستفيدا من التدابير التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة. ويجتاز المترشحون في وضعية إعاقة اختبارات خاصة، تستند إلى الأطر المرجعية الخاصة بالمواد الدراسية المعنية بالامتحانين الجهوي والوطني للباكالوريا. حسب التدابير التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية. ويعود بدر الدين بليزيد، بذاكرته إلى تعرضه لحادث خلال حصة التربية البدنية، ما أدى إلى إصابته بعاهة مستديمة نتجت عنها إعاقة حركية، اضطر معها لاستعمال كرسي متحرك، يتولى أفراد أسرته مساعدته لممارسة حياته اليومية.