لم يكن أشد المعارضين لخطوة غرس النخيل في شوارع مدينة طنجة، على اعتبار مخاطرها الأمنية وتداعياتها الصحية، يتوقع أن يصل الأمر إلى تهديد حياة المواطنين بشكل مباشر، مثلما حصل اليوم الاثنين، على مستوى شارع "مولاي يوسف"، عندما انهارت واحدة من أشجار "نخيل الوالي اليعقوبي"، بسبب الرياح القوية. وخلف سقوط هذه الشجرة، التي كانت مغروسة على أحد أرصفة شارع "مولاي يوسف" بوسط مدينة طنجة زوال الاثنين، ارتباكا كبيرا في صفوف المواطنين وعرقلة تامة لحركة السير، فيما لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح أو إصابات في صفوف المواطنين الذين تواجدوا بمكان الحادث في إحدى لحظات الذروة. وحسب شهود من عين المكان، فإن سقوط هذه النخلة، لم يكن مفاجئا بالنسبة لهم، بالنظر إلى ارتدادها العنيف مع قوة الرياح القوة، التي تهب على طنجة، منذ الصباح، وهو ما قد يحدث مع باقي النباتات المتراصة على أرصفة شوارع المدينة. وبالرغم من خطورة الحادث، الذي كان للألطاف الإلهية وحدها الفضل في الحيولة أمام وقوع خسائر، فإن المواطنين هم الذين تولوا إزاحة النخلة المنهارة عن وسط الطريق، مما سمح باستئناف حركة السير والجولان، دون تسجيل أي تدخل لمصالح السلطات المختصة، حسب ما تظهره صور تنشرها جريدة طنجة 24 الإلكترونية. ويعزز هذا الحادث، ما سبق أن ذهب إليه مراقبون وخبراء، من معارضة لخطوة غرس النخيل في شوارع طنجة، على اعتبار استحالة تعايش هذا النوع من الأشجار مع البيئة الطبيعية للمدينة، التي تعرف بين الفينة والأخرى هبوب رياح عاصفية من الصعب أن تصمد أمامها هذه النباتات. وإذا كان هذا المعطى يؤكده استعانة المسؤولين بحبال لتثبيت أشجار النخيل في مكانها تفاديا لسقوطها عند أول هبة نسيم، كما هو الشأن في "ساحة الروداني"، فإن متتبعين سبق أن أثاروا هواجس أمنية وصحية، على خلفية اختيار السلطات المحلية تزيين الشوارع بأشجار النخيل. وحذر أحمد فاني، وهو خبير في المجال الزراعي من المخاطر التي قد ينجم عنها وجود أشجار النخيل بمحاذاة مع النوافذ والشرفات المنزلية، على غرار ما هو حاصل في شارع محمد الخامس وساحة الروداني وغيرها. موضحا في تصريحات سابقة لصحيفة طنجة 24 الإلكترونية، أن هذا الوضع له تداعيات صحية عديدة على المواطنين بسبب عرضة هذه الأشجار إلى أمراض قابلة للانتقال إلى البشر. ومن جهته، يستغرب الفاعل الجمعوي، محمد سلمون، تمادي سلطات طنجة، في طمس هوية المدينة، من خلال عمليات غرس أشجار النخيل، مشيرا ضمن تصريحات لصحيفة طنجة 24 الإلكترونية، أن هذه النباتات لا تمت بصلة إلى معالم المدينة. ويتساءل سلمون عن الدافع الحقيقي وراء غرس هذه النباتات، بالرغم من تكلفتها المادية الباهضة، فضلا عن مخاطرها الصحية التي تحيق بالمواطنين، إلى جانب الهاجس الأمني الذي يشكله غرسها بمحاذاة نوافذ المنازل والشقق، مثلما هو الشأن في شارع محمد الخامس "البولفار".