تدرس السلطات الإسبانية منع المغاربة وأفارقة جنوب الصحراء الكبرى من دخول مطارات البلاد، وذلك في حالة عدم توفرهم على تأشيرة ترانزيت لأولائك الراغبين في التوجه إلى أمريكا اللاتينية. لأنهم وبمجرد وصولهم إلى مدريد، يمزقون جوازات سفرهم ويطلبون اللجوء، على أساس التوجه الجنسي أو الإتجار بالبشر. وتفتقت عبقرية عدد متزايد من الأشخاص، وأصبحوا يدعون أنهم سيسافرون إلى دول كالبرازيل والبيرو والسلفادور أو بوليفيا، وهي دول لا تحتاج زيارتها إلى تأشيرة. ولأنه لا توجد خطوط مباشرة بين بلدان إفريقية وهذه الدول، تظطر الطائرات إلى التوقف مؤقتا في مطار مدريد قبل إكمال الرحلة إلى الوجهة النهائية. ومنذ أسابيع، انهارت غرف اللجوء بسبب الإكتظاظ وكذا غرف أخرى في مطار أدولفو سواريز مدريد-باراخاس بسبب الاستخدام الاحتيالي لرحلات الطيران التابعة لشركة الطيران المغربية، الخطوط الملكية المغربية. ويستغل عدد متزايد من الركاب كون إسبانيا لا تفرض تأشيرات العبور "ترانزيت"، ليطالبوا باللجوء. وحسب صحيفة "إلموندو" فإن ما يقرب من 600 مهاجر من جنوب الصحراء الكبرى والمغرب، وجدوا أنفسهم مكتظين في غرف المطار. وتوضح نقابات الشرطة وموظفو مطار أدولفو سواريز-مدريد باراخاس أن هؤلاء المهاجرين، يستقلون رحلات الخطوط الملكية المغربية في الدارالبيضاء، متجهة إلى السلفادور أو بوليفيا أو البرازيل، مع توقف في مدريد، ثم يطبقون خطتهم. وتدرس السلطات الإسبانية في الوقت الحالي، أحد الخيارات التي يتم النظر فيها، وهو إنشاء تأشيرة عبور تحظر التوقف في مدريد. ولكن لا يزال المهاجرون يتوافدون بأعداد كبيرة إلى مطار أدولفو سواريز-مدريد باراخاس حيث يعيشون في ظروف يرثى لها. وكاد اشتباك بين مجموعتين من المهاجرين أن يتحول إلى مأساة، السبت الماضي، لولا تدخل قوات الدعم السريع للشرطة. وقال مسؤول في شركة طيران "إبيريا" لوسائل الإعلام ، إنه وبمجرد وصول المهاجرين إلى مطار باراخاس بمدريد، يمزقون جوازات سفرهم ويطلبون اللجوء. وأضاف في نفس التصريحات للإعلام، "إنهم يفعلون ما تطلب منهم المافيا أن يفعلوه". وأن هؤلاء المهاجرين "غالبًا ما يعلقون في مدريد لأن تذاكر عبور المحيط الأطلسي مزورة من قبل المافيا." وفي الأيام القليلة الماضية، اضطر أكثر من مائة شخص إلى النوم على الورق المقوى على الأرض في منطقة العبور T4. وحذرت نقابة الشرطة من أن المكان أضحى لا يحتمل المزيد، وهو في حالة انهيار. مشيرة إلى أن القادمين الجدد محرومون من الحد الأدنى من شروط النظافة، بحيث لا توجد مراحيض كافية، ولا مكان للنوم، والأسرة القليلة الموجودة في حالة يرثى لها، ويوجد بق الفراش، ولا توجد مراقبة ضد الأمراض المحتملة، حسب بلاغ نقابة شرطة مطار مدريد.