استنكرت تنسيقية المجتمع المدني للتنمية المستدامة في مدينة الفنيدق خطوة تسييج شاطئ المدينة لمنع وصول المهاجرين إلى مدينة سبتةالمحتلة، معتبرة أن هذا الإجراء "يمس بصورة المغرب أمام المجتمع الدولي" ويعرقل الجهود الخارجية للمملكة. وفي بيان لها، أدانت التنسيقية "الطريقة التي تم التعامل بها مع الملف"، مؤكدة أن القرارات والإجراءات المتخذة "تعود إلى حقبة الاستعمار". وأعربت عن "أسفها الكبير وامتعاضها الشديد" لما وصفته ب"النزوح الجماعي والخطير" للشباب والمراهقين والأطفال الذين يحاولون العبور إلى سبتة سباحة، هرباً من "واقع اقتصادي واجتماعي متردٍ" في الفنيدق، خاصة بعد إغلاق معبر باب سبتة منذ جائحة كورونا. كما أشارت التنسيقية إلى "العديد من الخروقات والتجاوزات" من قبل السلطات في التعامل مع هذه القضية، معتبرة أن الإجراءات الأمنية "أثبتت فشلها الذريع" في الحد من الهجرة غير الشرعية عبر البحر، وداعية إلى "مقاربة تشاركية" لحل المشاكل المتفاقمة منذ إغلاق المعبر. وانتقدت التنسيقية "عدم مهنية" القوات العمومية في التعامل مع الأطفال والقاصرين، ووصفت عمليات الاعتقال بأنها "تعسفية" و"غير مهنية"، محذرة من أن ذلك "سيزيد من الحقد والكراهية" لدى الشباب المتأثرين بالفقر والتهميش. ووجهت التنسيقية اتهامات للسلطات المحلية ب"تسييج ومحاصرة المدينة وعسكرتها"، في "خرق سافر للدستور المغربي" و"انتهاك للحريات العامة"، داعية إلى "ابتكار حلول عملية" لمعالجة ظاهرة الهجرة. كما استنكرت التنسيقية ما وصفته ب"قرارات الترحيل غير القانونية" و"الشطط في استخدام السلطة"، وطالبت الملك محمد السادس بالتدخل العاجل لتنمية المنطقة من خلال إنشاء منطقة صناعية وخدماتية لتوفير فرص عمل للشباب. ودعت التنسيقية الحكومة إلى التحرك الفوري لتنفيذ مشاريع تنموية وبرامج هيكلية للتشغيل في المنطقة لعام 2025، وفتح فرص التوظيف أمام حاملي الشهادات العليا من أبناء المدينة. وطالبت التنسيقية عامل عمالة المضيقالفنيدق بالتراجع عن قرارات تسييج الشاطئ، وإعادة تركيب الكراسي على كورنيش المدينة كونه "المتنفس الوحيد" للسكان، مؤكدة أن "حلول المشاكل الاقتصادية لا يمكن أن تكون بالتدابير الأمنية فقط".