من المرتقب أن تنطلق خلال الصيف المقبل عملية إعادة توزيع آلاف القاصرين المهاجرين غير المصحوبين الذين تؤويهم مدينة سبتةالمحتلة وجزر الكناري على مختلف الأقاليم الإسبانية، وفق ما أعلنت مصادر حكومية الاثنين عقب اجتماع استثنائي في مدريد. وأوضحت وزارة الشباب والطفولة الإسبانية، التي عقدت الاجتماع بحضور ممثلين عن الحكومات الإقليمية، أن العملية تستند إلى المرسوم الملكي المصادق عليه في البرلمان بتاريخ العاشر من أبريل الجاري، وتنص على نقل نحو 4400 قاصر تدريجيًا إلى الأقاليم الأخرى خلال أشهر الصيف. وتحتضن مدينة سبتة، أعدادا متزايدة من القاصرين غير المصحوبين، في وضع بات يفاقم الضغط على مراكز الاستقبال بالثغر المحتل الذي يشهد عمليات تسلل متكررة للمهاجرين غير النظاميين. كما تشهد جزر الكناري بدورها اكتظاظا حادا، إذ تستقبل أكثر من خمسة آلاف قاصر وسط تحذيرات من بلوغ الطاقة القصوى مع اقتراب موسم الصيف الذي يعرف عادة ارتفاعا في أعداد الوافدين. وتعتمد خطة التوزيع الجديدة على معادلة تشمل عدد سكان كل إقليم ومستوى دخله الفردي ومعدل البطالة، إضافة إلى جهوده السابقة في استقبال المهاجرين، مع مراعاة الخصائص الديموغرافية والجغرافية لكل منطقة. غير أن الاجتماع سجل اعتراضات من بعض الأقاليم، أبرزها أراغون التي لجأت إلى القضاء للطعن في شرعية الاجتماع، ومنطقة مدريد التي طالبت بإلغائه معتبرة إياه "غير قانوني". ورغم الخلافات، شددت الحكومة الإسبانية على أن العملية ستتم وفقا لما ينص عليه المرسوم، حتى في غياب التوافق. وينص النظام الجديد أيضا على إعلان "حالة طوارئ هجرة" عندما يتجاوز عدد القاصرين في إقليم ما ثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية، ما يسمح بتسريع نقلهم إلى أقاليم أخرى في غضون خمسة عشر يومًا.