تعمل وكالة الحوض المائي اللكوس على إنجاز مشروع طموح لتركيب ألواح شمسية عائمة بحقيبة سد طنجة المتوسط، بإقليم الفحص – أنجرة، في خطوة تهدف إلى تثمين الموارد المائية ومواجهة التحديات المناخية من خلال حلول مبتكرة تجمع بين إنتاج الطاقة النظيفة وتقليل فاقد المياه عبر التبخر. ويتوخى هذا المشروع تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: تعزيز برامج الطاقات المتجددة، تأمين جزء من احتياجات المركب المينائي طنجة المتوسط من الكهرباء، وتقليص نسبة التبخر على مستوى السد، في سياق يتسم بندرة الموارد المائية وتزايد الضغط على الشبكات الكهربائية. وبحسب المعطيات التقنية للمشروع، ستبلغ القدرة الإنتاجية للألواح الشمسية نحو 13 ميغاواط، من خلال تثبيت 22624 لوحة فوق مساحة مائية تقدر بعشرة هكتارات. كما سيتم اعتماد 404 دعامات لتثبيت الألواح، تتيح مرونة في التعامل مع تغيّر مستوى الحقيبة، الذي قد يصل إلى 44.5 متراً. ويمثل هذا المشروع أول تجربة من نوعها في المنطقة، على مستوى استغلال المجال المائي المغلق لإنتاج الطاقة الشمسية، ومن المنتظر أن تنتهي أشغاله في أفق غشت 2025، ليشكل نموذجاً مرجعياً في تكامل الطاقات المتجددة مع التوازنات الإيكولوجية المحلية. ويأتي هذا المشروع في سياق الرؤية الوطنية المغربية لتعزيز الانتقال الطاقي وتقوية الاعتماد على المصادر المتجددة، لاسيما في الأقاليم الاستراتيجية ذات البعد الصناعي واللوجستي مثل الفحص – أنجرة، حيث يتموقع ميناء طنجة المتوسط، أحد أكبر الموانئ في البحر الأبيض المتوسط. ويُعد هذا المشروع امتداداً عملياً لالتزامات المغرب في مجال الانتقال الطاقي، إذ يندرج ضمن التوجه الوطني لرفع حصة الطاقات المتجددة في المزيج الكهربائي إلى أكثر من 52 في المئة في أفق سنة 2030، كما ينسجم مع التدابير الاستباقية التي تعتمدها المملكة للتكيف مع التغيرات المناخية وتقليص آثار الإجهاد المائي. ويراهن المغرب، في هذا السياق، على مشاريع مبتكرة تجمع بين النجاعة الطاقية والحفاظ على الموارد الطبيعية، لا سيما في المناطق ذات الطابع الاستراتيجي مثل طنجة المتوسط، حيث يشكل الربط بين الفعالية الصناعية والبعد البيئي عنصراً محورياً في النموذج التنموي الجديد.