يقود ميناء طنجة المتوسط تحولا جديدا في هندسة أمن سلاسل التوريد العالمية، بعدما أصبح رسميا أول ميناء مغربي وإفريقي يُدرج ضمن شبكة "مبادرة أمن الحاويات" التابعة لوكالة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، في خطوة تعكس مكانته المتقدمة في منظومة النقل البحري الدولي. وجاء هذا التموقع الجديد عقب توقيع اتفاق ثنائي بين الجمارك المغربية ونظيرتها الأمريكية هذا الأسبوع بالرباط، ما يسمح بإجراء فحوص أمنية دقيقة ومسبقة على الحاويات المتجهة من طنجة نحو الولاياتالمتحدة، قبل وصولها إلى الموانئ الأمريكية، وهو ما يُسهم في تسريع الإجراءات وخفض المخاطر المرتبطة بالشحنات التجارية عالية الحساسية. وبحسب مصدر من إدارة ميناء طنجة المتوسط تحدث إلى موقع "طنجة 24″، فإن هذا الاتفاق "يشكل اعترافا دوليا بالمعايير الأمنية الصارمة التي يعتمدها الميناء"، مضيفا أن "الالتحاق بمبادرة CSI يعكس عمق الثقة المؤسسية بين الرباط وواشنطن، ويكرّس الميناء كفاعل مسؤول في حماية تدفقات التجارة البحرية". ويُرتقب أن ينعكس هذا التطور على الجاذبية الاستثمارية للمنطقة، خاصة في ظل تنامي الطلب الدولي على مرافئ آمنة ومندمجة قادرة على توفير الحماية الجمركية المسبقة دون تعطيل سلسلة الإمداد. كما سيستفيد منه المصنعون والمصدرون المغاربة، الذين يعتمدون على ميناء طنجة لولوج الأسواق الأمريكية، خصوصا في قطاعات السيارات والنسيج والمنتجات الصناعية المتطورة. ومنذ إطلاقه، راكم ميناء طنجة المتوسط موقعا رياديا في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، مستندا إلى بنية تحتية متقدمة وخدمات جمركية رقمية. ومع انضمامه إلى البرنامج الأمريكي، يُعزز الآن أيضا حضوره في الخريطة الأمنية للتجارة العالمية، كمنصة تُعنى بالتدقيق والسيطرة على المخاطر في منبعها، لا عند وصولها فقط.