تسود حالة من الترقب القلق في دواليب السلطات الإسبانية بمدينة سبتةالمحتلة، مع اقتراب ذروة عبور أفراد الجالية المغربية في إطار عملية العبور، وسط مؤشرات على ارتباك لوجستي قد يتفاقم بفعل تزامن غير محسوب مع مهرجان محلي داخل المدينة. وفي تصريحات نقلتها الصحافة الإسبانية، عبّرت مندوبة الحكومة الإسبانية، كريستينا بيريث، عن "مخاوف حقيقية" من اختناقات مرتقبة في محيط الممر الفاصل مع الأراضي المغربية، خلال الأسبوع الأخير من يوليو، الذي يشهد عادة ذروة العودة الصيفية للمغاربة المقيمين بالخارج. وتفاقمت المخاوف الأمنية والتنظيمية بسبب تزامن هذه الذروة مع مهرجان "الفييريا"، أحد أبرز الفعاليات الترفيهية الصيفية في سبتة، ما يُنذر، بحسب بيريث، ب"ضغط مزدوج" قد يصعب احتواؤه، خاصة مع احتمال توافد زوار إضافيين من شمال المغرب. ورغم الطابع الدوري للعملية، لم تُعلن السلطات الإسبانية عن خطة شاملة واضحة، مكتفية بإجراءات محدودة النطاق، من بينها تخصيص ممر لسكان المدينة، وإقامة فضاء ظل مؤقت في موقف السيارات العلوي بميناء الجزيرة الخضراء، على أن يُفتح فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع. كما طُلب من المسافرين الحضور بتذاكر مغلقة مسبقاً، مع الالتزام بأوقات تفتيش صارمة قد تزيد من فترات الانتظار، خاصة بالنسبة للعائلات التي تعبر بسياراتها المحملة. القلق لا يقتصر على البُعد التنظيمي، إذ حذرت الجهات الرسمية من تأثير موجات الحرارة المرتفعة على ظروف العبور، مشيرة إلى أن أي تأخر في تدفق المركبات قد يؤدي إلى مشاكل صحية على مستوى نقاط الانتظار. وتُصنف الفترة ما بين 28 يوليو و3 غشت كأكثر الفترات حساسية، في وقت تتعالى فيه الدعوات داخل سبتة لتفادي تكرار مشاهد الارتباك التي طغت على العملية في مواسم سابقة. وبرغم الحديث عن "تنسيق جارٍ" بين الأجهزة الإسبانية، يرى متابعون محليون أن التعامل مع واحدة من أكبر حركات العبور في البحر المتوسط لا يزال محكوما بمنطق الترقب ورد الفعل، بدل الاستعداد الاستراتيجي.