فتحت تحذيرات اطلقتها نقابات شرطية اسبانية الباب امام تكهنات متزايدة بشأن موسم عبور صيفي قد يكون "متوترا" عبر معبر سبتةالمحتلة، الذي يستعد لاستقبال الاف المغاربة القادمين من اوروبا في اطار عملية "مرحبا 2025". وفي بلاغ مشترك صدر هذا الاسبوع، عبرت خمس نقابات رئيسية للشرطة الاسبانية عن "استيائها العميق" من ما وصفته ب"غياب الحد الادنى من ظروف العمل" داخل معبر تراجال، مشيرة الى ان وزارة الداخلية لم توفر سوى 21 عنصرا امنيا فقط لتأمين احد اكثر المعابر ازدحاما خلال موسم الصيف، دون اي تعويضات مالية او دعم اضافي. رغم ان هذه التصريحات تهم بالاساس اوضاعا مهنية داخلية، الا ان متابعين يرون فيها مؤشرات مقلقة قد تنعكس على ظروف العبور بالنسبة للمواطنين المغاربة وقالت النقابات ان عناصر الشرطة يطلب منهم العمل في بيئة "غير ملائمة"، تتسم بدرجات حرارة مرتفعة، وضوضاء خانقة، وضغط نفسي متواصل، دون فترات راحة كافية او اليات مهنية تمكن من تدبير تدفقات المركبات والمسافرين بسلاسة. مضيفة ان الشعور ب"التجاهل المؤسسي" بات سائدا في صفوف رجال الامن العاملين في سبتةالمحتلة. ورغم ان هذه التصريحات تهم بالاساس اوضاعا مهنية داخلية، الا ان متابعين يرون فيها مؤشرات مقلقة قد تنعكس على ظروف العبور بالنسبة للمواطنين المغاربة، خاصة ان معبر سبتة يشكل نقطة ولوج يختارها العديد من المغاربة المقيمين بالخارج من جنوباسبانيا الى شمال المغرب. ويخشى كثيرون من ان يؤثر هذا الوضع على جودة استقبال الجالية المغربية، لا سيما في ظل مؤشرات على اختناقات مرتقبة وضعف في التنسيق اللوجستي، ما قد ينعكس على زمن الانتظار وسير الاجراءات الحدودية. وتزيد هذه المخاوف مع غياب اي رد رسمي من وزارة الداخلية الاسبانية حتى الان. وفي مقابل هذه الصورة القاتمة، تتجه انظار شريحة واسعة من المسافرين نحو المعابر البحرية المغربية، خصوصا ميناء طنجة المتوسط، الذي يواصل تعزيز مكانته كبوابة رئيسية للعودة الى ارض الوطن، بفضل بنيته التحتية المتطورة وخططه التنظيمية الموسمية. ويتميز ميناء طنجة المتوسط برحلات بحرية منتظمة ومباشرة مع موانئ كبرى في فرنساواسبانيا وايطاليا، اضافة الى مسارات مخصصة للعائلات، وتكنولوجيا رقمية لتسهيل اجراءات العبور، ما يقلص من فترات الانتظار ويخفف من الضغط النفسي المرتبط برحلة طويلة. وتسجل مؤشرات ايجابية مشابهة في موانئ مغربية اخرى، مثل الناظور والحسيمة والدار البيضاء، حيث جرى تعزيز التنسيق بين الاجهزة الامنية ومصالح الجمارك، مع تحسين خدمات الارشاد والاستقبال، في اطار الجهود السنوية لانجاح عملية مرحبا. ويرى مراقبون ان المفارقة بين الوضع القائم في سبتة وبين التحسن الملحوظ في باقي المعابر، قد تدفع شريحة من مغاربة المهجر الى اعادة النظر في مسالك العبور المألوفة، بحثا عن حلول اكثر امانا واستقرارا، خصوصا في موسم يكتسي طابعا وجدانيا كبيرا بالنسبة للجالية. ومن المرتقب ان تنطلق عملية مرحبا 2025 اعتبارا من يوم الاربعاء 5 يونيو الجاري، بناء على الجدولة الزمنية المعتادة التي تعتمدها السلطات المغربية كل سنة، والتي تواكب التدفقات الاولى لافراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج تزامنا مع انطلاق العطلة المدرسية في بعض الدول الاوروبية. وتشرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بتنسيق مع مختلف المتدخلين، على تنفيذ هذه العملية الكبرى التي تشمل تعبئة الموانئ والمطارات والنقط الحدودية، الى جانب تعزيز الخدمات الاجتماعية والصحية والارشادية، بهدف تامين عبور سلس وآمن لمغاربة المهجر في اتجاه ارض الوطن.