قررت إدارة ميناء طنجة المتوسط، فرض إجراء استثنائي خلال شهر غشت يقضي بمنع ولوج الميناء على كل مسافر لا يتوفر على تذكرة عبور مؤكدة ومؤرخة لليوم نفسه، في محاولة لضبط تدفق المسافرين وتفادي الاكتظاظ في فترة الذروة الصيفية. ويأتي هذا الإجراء الذي يدخل حيّز التنفيذ ابتداء من فاتح غشت ويستمر حتى متم الشهر ذاته، في سياق مواكبة عملية "مرحبا 2025" التي تعرف كل سنة ذروة قصوى في حركة النقل البحري، خاصة في اتجاه الضفة الأوروبية عبر مضيق جبل طارق. ويستهدف القرار بالأساس ضمان عبور آمن ومنظم، وتفادي حالات الانتظار المطول والتكدس التي تشهدها مرافق الميناء خلال هذه الفترة. وتشهد الأيام الأولى من غشت عادة أعلى معدلات العبور نحو أوروبا، بسبب تزامنها مع نهاية العطل القصيرة وموسم العودة بالنسبة لعدد كبير من أفراد الجالية المغربية، إضافة إلى تقاطعها هذه السنة مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وهو ما يرفع من منسوب الضغط على محاور النقل البحري والبري بشكل خاص. ووفق المعطيات الرسمية، فإن القرار يهدف إلى إلزام المسافرين بالتخطيط المسبق واحترام البرمجة اليومية المحددة، حيث لن يُسمح بالدخول إلى مرافق الميناء إلا للمسافرين الذين يتوفرون على تذكرة مؤرخة لتاريخ اليوم نفسه، ولن تُقبل أي تذكرة تحمل تاريخا لاحقا، حتى لو كانت محجوزة بشكل قانوني ومسبق. ولتعزيز فعالية هذا الإجراء، تم توسيع منظومة التوجيه والإعلام لفائدة المسافرين، من خلال توفير خدمة "تقويم بالألوان" يعرض مؤشرات الكثافة المتوقعة لكل يوم من أيام الأسبوع، بما يساعد على اختيار توقيت السفر الأقل ازدحاما. كما تم إطلاق خدمة رسائل قصيرة مجانية SMS تتيح للمسافرين التوصل بإشعارات فورية تتعلق بحالة حركة الملاحة، وإمكانية تأجيل أو تقديم مواعيد العبور بناء على مستجدات آنية. وفي إطار المقاربة الرقمية، توفر إدارة الميناء منصة إلكترونية رسمية وتطبيقا معلوماتيا متكاملا يمكن عبره تتبع وضعية الميناء والمواعيد المقترحة للعبور، فضلا عن خدمة "راديو طنجة المتوسط" التي تبث عبر موجة 100 FM، وتعمل على مدار الساعة لتوفير المعلومات والتعليمات الموجهة للمسافرين باللغات العربية والفرنسية والإسبانية. وتراهن السلطات المينائية، أن يُساهم هذا الإجراء في تقليص زمن الانتظار، وتحسين ظروف العبور، خاصة بالنسبة للمسافرين الذين يقطعون مسافات طويلة قبل الوصول إلى الميناء. ويأتي هذا التوجه في سياق أوسع تعمل من خلاله السلطات المغربية، بتنسيق مع مؤسسات الموانئ والشركات البحرية، على تطوير إدارة تدفق المسافرين خلال موسم العبور، الذي يصنّف من أكبر العمليات اللوجستية العابرة للقارات من حيث عدد الأفراد والعربات. ويُذكر أن ميناء طنجة المتوسط سجل خلال صيف السنة الماضية عبور أكثر من مليون ونصف المليون مسافر، وقرابة 400 ألف مركبة، مما يضعه في صدارة الموانئ الإفريقية وأكثرها حركة على مستوى البحر المتوسط، ويجعله تحت ضغط سنوي متصاعد يتطلب إجراءات تنظيمية متقدمة لضمان فعالية الخدمات وسلامة التنقل.