شهد شاطئ "تشوريو" بمدينة سبتة المغربية المحتلة، بعد ظهر الثلاثاء 19 غشت، مشهدًا غير مألوف حين ظهر الأمير مولاي الحسن، ولي العهد البالغ من العمر 21 عامًا، على متن زورق ترفيهي يبحر في مياه مضيق جبل طارق، محاطًا بطوق أمني مؤلف من دراجات مائية شكلت دائرة حماية حوله، ما أثار دهشة المصطافين ودفع كثيرين إلى توثيق اللحظة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وبخلاف حوادث سابقة أثارت توترًا دبلوماسيًا حين ظهر الملك محمد السادس في مياه مجاورة للمدينة، كانت السلطات الإسبانية، بما فيها الحرس المدني، على علم مسبق بالتحرك، وهو ما سمح بمرور الزيارة البحرية لولي العهد في أجواء هادئة ودون احتكاكات رسمية. - إعلان - مولاي الحسن، الذي يُنظر إليه في المغرب كولي عهد منضبط وذي شخصية صارمة، اعتاد مرافقة والده في الأنشطة الرسمية منذ طفولته، كما ترأس بنفسه بعض المراسيم قبل بلوغه العاشرة. وإلى جانب مساره الأكاديمي في كلية الحكامة بالجامعة الدولية محمد السادس، يهتم ولي العهد بالرياضة والطيران، وهو مولع بكرة القدم وركوب الخيل. كما يملك طائرة خاصة من طراز "غلف ستريم 650" منذ 2018، ما يعكس الإمكانيات المالية للعائلة الملكية، التي يقدَّر ثراءها بمليارات الدولارات وفق مجلة "فوربس". التحرك البحري الأخير لولي العهد قرب سبتة لا يخلو من رمزية سياسية، خصوصًا أن المغرب يعتبر المدينتين (سبتة ومليلية) جزءًا من أراضيه المحتلة، بينما تصر مدريد على "إسبانيتهما". ومع ذلك، جرت هذه الزيارة في جو شبه صيفي، بلا توتر دبلوماسي، وبحضور أمني متكامل بين الجانبين، ما جعلها أشبه باستعراض صيفي عابر لكنه محمّل بالدلالات السيادية.