تتحرك الدراجات المائية الصغيرة على مقربة من الشاطئ بسرعة عالية، تعبر بين قوارب النزهة ومناطق السباحة المزدحمة، فيما تتابع الدوريات البحرية المغربية تحركاتها عن قرب لاعتراض أي محاولة لعبور غير قانوني قبل الوصول إلى عرض البحر.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تزايدت محاولات استغلال دراجات الجيت سكي للعبور السريع نحو مدينة سبتة المحتلة، لكن السلطات المغربية كثفت إجراءاتها للتصدي لهذه الظاهرة وضمان أمن السواحل وحماية المصطافين.
- إعلان -
ووفق المعطيات الميدانية، تم تسجيل خمس محاولات مؤكدة خلال فترة قصيرة، جميعها انطلقت من محيط مارينا سمير، وهو الميناء الترفيهي الوحيد في المنطقة، الذي يشهد إقبالا كبيرا على عروض استئجار الدراجات المائية خلال الموسم الصيفي.
وأحدث هذه الحالات وقع السبت، عندما لاحقت دوريات بحرية مغربية دراجة مائية مؤجرة تقل شخصين، قبل أن تنتهي المطاردة بجنوح الدراجة إلى الشاطئ بعد مناورة خطرة وسط المصطافين، مما سمح بتوقيف أحد المهاجرين بينما تمكن الآخر من الفرار.
وتشير المعلومات إلى أن أغلب الدراجات المائية المستعملة في هذه المحاولات يتم استئجارها بطريقة قانونية من مرافق سياحية مرخصة داخل مارينا سمير، غير أن بعض المستأجرين يلجأون إلى استغلال نشاطات التأجير المنتشرة في الشواطئ المجاورة للقيام بمحاولات عبور غير نظامية نحو المدينة المحتلة.
وتتم هذه التحركات في أوقات محسوبة بدقة، حيث يستفيد المستأجرون من كثافة الحركة البحرية حول الميناء والشواطئ القريبة، ما يجعل عمليات المراقبة أكثر تعقيدا بسبب عنصر المفاجأة الذي يميز هذه المحاولات.
وفي مواجهة هذا الوضع، وضعت السلطات المغربية خطة شاملة للحد من هذه الظاهرة، تضمنت تشديد المراقبة على نشاط تأجير الدراجات المائية داخل مارينا سمير ومحيطه، واعتماد وسائل تقنية متطورة لتتبع هويات المستأجرين ومسارات تحركاتهم، بالتوازي مع تعزيز التنسيق بين البحرية الملكية والدوريات البحرية والسلطات المحلية.
كما رفعت القوات البحرية مستوى انتشارها على طول السواحل الشمالية لتأمين الفضاءات البحرية وحماية المصطافين ومنع استغلال الدراجات المائية في محاولات عبور سريعة نحو سبتة المحتلة.
وتؤكد هذه التدابير أن المغرب يتعامل مع الظاهرة بأسلوب استباقي ومتدرج، من خلال حماية نشاطه السياحي وتنظيمه في الوقت نفسه، مع ضمان إحكام الرقابة على الشواطئ الشمالية دون التأثير على الحركة الترفيهية المشروعة داخل مارينا سمير، الذي يمثل مركزا رئيسيا للأنشطة البحرية المنظمة في المنطقة.