تكاد لا تخلو مقاطعة من مقاطعات الدارالبيضاء الستة عشر المؤثثة للعاصمة الاقتصادية، من الخلافات والمشادات وأحيانا التسابق لتبني مشاريع ليست للمقاطعة من أجل التسويق الانتخابي، كما حصل نهاية الأسبوع الماضي بحديقة «أليسكو» الكائنة بتراب مقاطعة سيدي عثمان، وهي الحديقة التي تمت إعادة هيكلتها من طرف شركة التنمية المحلية الدارالبيضاء للبيئة، بقرار من جماعة الدارالبيضاء، وعند الانتهاء من الأشغال سارع رئيس المقاطعة إلى ولوجها كمدشن، الأمر الذي خلق الكثير من الجدل، على اعتبار أن المرحلة مرحلة انتخابية ومن التدابير التي تتخذ فيها هو عدم استغلال المرافق للتسويق الانتخابي، وبمجرد مغادرة وفد الرئيس، قام عامل المنطقة، في محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، بتدشين رسمي لافتتاحها دون حضور المنتخبين، وقد نشب عن هذا الحدث جدل كبير واحتجاج من طرف منتخبين داخل المقاطعة الذين اعتبروا بأن مبادرة رئيسهم تدخل ضمن مخطط انتخابي وهو أمر غير مقبول. المهرجانات المقامة حاليا في بعض المقاطعات، تحولت إلى ساحة تنافس انتخابي، ففي ابن امسيك يرى منتخبون داخل المقاطعة أن الرئيس يستغل المهرجان للترويج الانتخابي خاصة وأن التحكم في كل تفاصيل هذه التظاهرة بيده، ولا يشرك أي منتخب آخر معه، كذلك الشأن بالنسبة لمقاطعة الحي المحمدي حيث ارتفعت أصوات من داخل المقاطعة، تعتبر أن رئيسها يهدف للترويج الانتخابي، مصرحة بأنه أقصى كل المنتخبين من تفاصيل البرنامج المعد لهذه التظاهرة، وهو ما يعد بحرب قادمة بين الفرقاء داخل هذه المقاطعة . مقاطعة البرنوصي تشهد اتهامات من لدن أحد نواب الرئيس للأخير، تعتبر بأنه يبدد المال العام، ووفق ذلك لا تتوقف البيانات والبيانات المضادة من أنصار الطرفين، وقد عجزت التنظيمات الحزبية التي ينتمي لها الرئيس ونائبه عن وقف هذه التراشقات . مقاطعة سيدي بليوط، إلى حدود الآن، لم تنجح في عقد دورة كباقي المقاطعات، بسبب تفتت الأغلبية التي تحولت إلى درع معارض للرئيسة حيث يكيلون لها اتهامات ثقيلة تهم اختلالات في المالية العامة للمقاطعة، وقد ازدادت حرارة هذا « العصيان « خلال هذا الصيف تأهبا للانتخابات المقبلة. مقاطعة مولاي رشيد منذ انتخاب مجلسها وهي تعيش على إيقاع الاحتقان وتشهد بدورها اتهامات للرئيس وبعض نوابه بتبديد المال العام، وقد زادت حدة الاحتقان، خلال الأيام الثقافية المنظمة في هذا الصيف، حيث قاطع مجمل أعضاء المجلس هذه التظاهرة متهمين الرئيس بالانفراد بتسطير البرنامج على مزاجه ودون استشارة أحد، وللتذكير فإن معارضة الرئيس هي من داخل التحالف المشكل بين حزبه وأحزابهم. مقاطعة عين الشق لا يتوقف التراشق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين أعضاء أغلبيتها المسيرة، حيث يتم تبادل الاتهامات بين الطرفين، لكن تعلو للسطح غالبا الاتهامات الموجهة للرئيس وأحد نوابه معتبرة أن الأول استفاد من أراض خارج القانون والثاني يبدد المال العام . على هذا المنوال تعيش أيضا مقاطعة الحي الحسني ومقاطعة اسباتة، حيث تصاعدت الخلافات بين الأغلبية المسيرة المشكلة للتحالف الحكومي، وتزداد حدة الصراعات بين هذه الأطراف مع اقتراب موعد الانتخابات . هذه الوضعية سيكون لها تأثير، بالتأكيد، على السير العادي لمجلس مدينة الدارالبيضاء وأيضا مجلس جهة الدارالبيضاء سطات ومجلس عمالة الدارالبيضاء، وهو ما يجعل التساؤلات تتناسل حول مستقبل المشاريع المزمع برمجتها في السنة المقبلة.