تسجل مدينة طنجة تصنيفا مرتفعا في جودة المناخ يجعلها في صدارة المدن المغربية من حيث اعتدال الأجواء وراحة العيش على مدار العام. ويستند هذا التصنيف إلى بيانات حديثة صادرة عن منصة Numbeo، وهي واحدة من أكبر قواعد البيانات التفاعلية عالميا حول مؤشرات جودة الحياة. وتعتمد المنصة في تقييماتها على مساهمات المستخدمين وقياسات كمية دقيقة تشمل متوسطات الحرارة، مستويات الرطوبة، توزيع الأمطار، وعدد الأيام المشمسة سنويا. - إعلان - وبحسب هذه المعطيات، تسجل طنجة 98.39 نقطة في تقييم جودة المناخ، وهو من بين الأعلى في شمال إفريقيا. ويرتبط هذا الأداء بموقعها الفريد عند التقاء البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي، ما يمنحها توازنا حراريا نادرا واعتدالا في درجات الحرارة على مدار العام. فالمدينة تتمتع بصيف قصير ومعتدل وشتاء خفيف، إلى جانب مستويات رطوبة مستقرة وهطول مطري متوازن، وهو ما يرفع مستوى الراحة الحرارية مقارنة بمدن مغربية أخرى. في المقابل، تسجل مدينة مراكش 83.43 نقطة فقط في التقييم نفسه، وهو فارق يزيد على 15 نقطة مقارنة بطنجة. ويعكس هذا التباين طبيعة المناخ شبه الجاف في المدينة الحمراء، حيث تتجاوز درجات الحرارة في بعض فترات الصيف 45 درجة مئوية مع غياب نسيم بحري يخفف حدة الحر، بينما تبقى الأمطار نادرة، ما يقلل من مستوى الراحة المناخية للسكان والزوار. ويرى محللون أن اعتدال الطقس في طنجة يعزز جاذبيتها للعيش والعمل، إذ يسمح المناخ البحري بأنشطة خارجية متنوعة على مدار العام، من السياحة الشاطئية إلى الفعاليات الثقافية، بينما تواجه مراكش تحديات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وتكييف أنماط الحياة الحضرية مع موجات الحر المتكررة. ويشير خبراء إلى أن تصنيف طنجة المتقدم في جودة المناخ يعزز مكانتها داخل شبكة المدن المتوسطية الأكثر ملاءمة للاستقرار والاستثمار، خاصة في ظل التغيرات المناخية العالمية التي تؤثر بشكل متزايد على المدن الداخلية في المغرب، بما في ذلك مراكش.