تعكس عشرات الآلاف من الصور المنشورة على إنستغرام حضورا رقميا لافتا لمدينة شفشاون، فيما تؤكد المؤشرات السياحية لعام 2025 أن الجاذبية البصرية للمدينة الزرقاء تتحول تدريجيا إلى زيارات فعلية ونشاط اقتصادي متصاعد. وبحسب بيانات تحليل الوسوم المتاحة عبر مسح أجرته جريدة طنجة 24 الالكترونية، بلغ عدد المنشورات الموسومة ب #chefchaouen نحو 691 ألف صورة حتى 18 غشت 2025، ما جعل المدينة واحدة من أكثر الوجهات المغربية تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي. - إعلان - ويعكس هذا الزخم الرقمي مكانة شفشاون كأحد أبرز الفضاءات الفوتوجينية عالميا، بفضل طابعها المعماري الأزرق الفريد وأزقتها الضيقة التي تحولت إلى خلفية مثالية لعشاق التصوير وصناع المحتوى. وموازاة مع هذا الحضور الافتراضي المتنامي، يعمل المكتب الوطني المغربي للسياحة على تعزيز جاذبية المدينة من خلال حملات ترويجية دولية تستهدف أسواقا رئيسية في أوروبا وآسيا. وقد أدرج المكتب شفشاون ضمن استراتيجية وطنية شاملة تسعى إلى إبراز جمالياتها المعمارية ومؤهلاتها الطبيعية، في محاولة لتحويل التفاعل الرقمي إلى زيارات فعلية وزيادة مساهمة المدينة في الاقتصاد المحلي. وتشير بيانات مكتب السياحة في إقليمشفشاون إلى ارتفاع أعداد الوافدين بنسبة 18 في المئة خلال النصف الأول من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما سجلت الليالي السياحية زيادة بنسبة 17 في المئة، ما يعكس نموًا واضحًا في مدة الإقامة. ويرى مهنيون في القطاع أن شفشاون أصبحت تستفيد بشكل مباشر من قوة شبكات التواصل الاجتماعي، إذ تحولت الصور والمقاطع القصيرة المتداولة على إنستغرام إلى وسيلة جذب رئيسية، خصوصًا لدى فئة الشباب من السياح الدوليين. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 80 في المئة من زوار شفشاون يأتون من خارج المغرب، بينما يزداد الطلب المحلي عليها خلال فترات العطل والأعياد الوطنية. ومع استمرار الدعم المؤسسي من المكتب الوطني المغربي للسياحة وتحسين البنية التحتية في المنطقة، تبدو المدينة الزرقاء مرشحة لترسيخ موقعها كواحدة من أبرز المقاصد المغربية، مدعومة بحضور رقمي عالمي يجعلها ضمن الوجهات الأكثر جذبًا على خارطة السياحة الدولية.